Pages
18/02/2011
هنعيد قمر مصر
08/02/2011
بهدوء ...
بهدوء ...
حوار مع صديقي : ( لماذا لا بد أن (يتنحنح) الرئيس مبارك الآن ؟ ) لا يختلف شخصان على أن التاريخ في مصر تغير بعد يوم 25 يناير
وخاصة بعد جمعة الغضب 28 يناير
وكانت محصلة هذه الأيام خروج معظم الشعب المصري المقهور بكل طوائفه
في ثوره عارمة على الظلم والاستبداد والقهر المُمنهج ( ورحم الله محمد بوعزيزى) .
ثم عطف الرئيس مبارك على الشعب الثائر وتنازل وتحدث له
بخطاب قصير جداً يوم الثلاثاء 1 فبراير.
وكان خطاباً برغم قصره إلا أنه ألهب العاطفة في نفسي
خاصة عندما ذكًرنا بأنه صاحب الضربة الجوية
وإشارته إلى إصلاح المادة 76 و77 (الخاصتين بالترشح لرئاسة الجمهورية)
وأنه يريد أن يموت بمصر.
لا أخفى أنى تأثرت ملياً ، وأخذت أفكر في أحداث الثلاثين عاماً الماضية
(عدد سنوات حكم الرئيس)
ثم خلدت للنوم .
وفى الصباح الباكر ذهبت إلى عملي ، وفى الطريق قابلت صديقي .
[ وهنــا بدأ الحوار الهادئ ]
- وما لبث أن وقعت عين صديقي علىّ وقبل السلام علىّ .. زجرني قائلاً : أظن معدش عندك كلام تقوله بعد خطاب الريس.
- وأكمل قائلاً بحماس وتأثر شديد : الراجل قال لن أترشح للرئاسة ثانيه ودعا لتعديل الدستور وإصلاح الفساد ويريد أنه يموت فى بلده .
- فقلت له بهدوء : معك حق يا صديقي العزيز ، ولا أخفيك سراً أنى تعاطفت وتأثرت أيضاً .. لكـــــــــــــــن.
- فقال سريعاً : فيه إيه تانى ؟
- قلت لـه : بعد تأثري بخطاب الرئيس بكيت ، ثم تذكرت :
· الـ1500 إنسان الذين غرقوا في البحر الأحمر بالعبًارة (سالم اكسبريس) وعدم محاسبه صاحبها ممدوح إسماعيل بكيت.
· وعندما تذكرت الـ ١٠٠ألف مصري الذين ينضمون إلي مرضي السرطان سنوياً ( طبقاً للتقرير الدكتور حسين خالد عميد المعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة بتاريخ ١٤/٦/٢٠٠٧وكيف لم يحاسب الرئيس يوسف والى (وزير السرطان) إلى الأن بكيت.
· وعندما تذكرت القطارات التي تُحرق بمن فيها بسبب الإهمال بكيت .
· وعندما تذكرت الشباب الذين يُلقون حتفهم غرقاً فى مركب صغير بالبحر المتوسط للبحث عن لقمه العيش ومستقبل ضائع بكيت .
· وتذكرت حجم الفساد المتغلغل في بلدنا في كل الوزارات بكيت.
· وووو حتى انتهت دموعي ، فرحمت نفسي بعدم التذكر .
- واستطردت قائلاً : يا صديق أسمح لي أن أقول لك أن هذا الخطاب ، هو أخبث خطاب سمعته في حياتي .
- فرد قائلاً: كيف ؟
- قلت : يا صديقي إن هذا الخطاب الخبيث استغل عاطفة الشعب المصري ، فنسى بعض المصريون بعاطفتهم الجياشة ثلاثون سنه فساد أمام خمسه دقائق خطاب.
- فرد قائلاً : طيب .. بما انه لا يستحق هذه العاطفة ، أليس من الأحرى أن نتركه يكمل فترة رئاسته وترك ميدان التحرير لتعود الحياة ويحل الأمن والأمان بالبلد خاصة بعد الإصلاحات العملية بمحاسبه الفاسدين وعلى رأسهم أحمد عز وإقالة الحكومة والتنويه بتعديل المادتين 76 و77 ؟
[ وهنــا بدأ عنوان الموضوع ]
- قلت له : يا صديقي العزيز إن ما تم من إصلاحات هي تعتبر نسبيه ولا تحقق التغير الحقيقي المنشود ، فنحن نريد تغير جذري للحكومة ، وبالنسبة للفوضى هو أول من يُسأل عنها ووزير الداخلية بعد أمرهم للضباط بترك أماكنهم وفتح السجون لإشاعة الفوضى وترسيخ ثقافة الخوف بنا لنقدر دور الشرطة حتى ولو أهانونا ، يا صديقي إن المصريون حرقوا معظم أقسام الشرطة لأن معظمهم لهم ذكريات بداخلها ، والآن أسرد لك أهم ما طرحته لماذا الإصرار على تنحيته عن الحكم الآن ؟
أولاً : تعلم يا صديقي أن انتخابات الرئاسة القادمة ستكون في سبتمبر القادم إن شاء الله ، أي بعد سبعه أشهر من الآن .والكل يتفق عل أننا نريد رئيساً موظفاً خادم للشعب ونحاسبه ، لا رئيساً يعاملنا كأب يحاسب أولاده ولا يحاسبونه. وأذكرك جيداً أن الدستور تم تعديله وتفصيله على أيدي ترزية القوانين بإعطاء الرئيس صلاحيات ( نصف إلـه ) وبما يضمن عدم توافق شروط الرئاسة إلا على رئيس الحزب الوطني.
كيف؟
بداية أسرد لك ملخص المادة التعجيزية (76): ( يلزم لقبول الترشيح لرئاسة الجمهورية أن يؤيد المتقدم للترشيح مائتان وخمسون عضواً على الأقل من الأعضاء المنتخبين بمجلسي الشعب والشورى والمجالس الشعبية المحلية للمحافظات، على ألا يقل عدد المؤيدين عن خمسة وستين من أعضاء مجلس الشعب، وخمسة وعشرين من أعضاء مجلس الشورى، وعشرة أعضاء من كل مجلس شعبي محلى للمحافظة من أربع عشرة محافظة على الأقل ) .
- قلت: أظن أنت معي الآن بأنه وُضع كما يقول (الفقيه القانوني د_ماهر أبوالعنين نائب رئيس مجلس الدولة) بطريقة تجعل انطباقها لا يكون إلا على مرشح الحزب اللاوطنى فقط. ويتضح بما مضى أيضاً أن الرئيس يضحك علينا كعادته ، ومازال يترسخ في ذهنه أن الشعب المصرى أغلبيته جهلاء ومستغلاً عاطفته.
ثانياً : المادة (77) تنص على أن (الترشح لمنصب رئيس الجمهورية ليس مقيد بزمن) . وهنا سنجد أنفسنا في انتخابات الرئاسة القادمة عند نقطه ما قبل 25 يناير ، بمعنى أوضح أننا سنجد الرئيس من الحزب اللاوطنى لأنه الوحيد المستوفى الشروط .
- فقال صديقي : إذا لا بد من تعديل الدستور .
- قلت لـه : هذه معضلة أخرى كسابقتها ، لأن المادة (198) الخاصة بتعديل الدستور ، لا تعطى سلطه التعديل إلا لرئيس الجمهورية ومجلس الشعب بشرط ضرورة موافقة ثلثي المجلس .وهنا يضحك علينا مبارك بتعديل المادتين 76 و77 ، لأن الحكم والخصم واحد ، بمعنى أوضح أن المجلس زوُرَ عن بكره أبيه ونسبة الحزب اللاوطنى به أكثر من 95% به . وهنا إذا تم تعديل الدستور سيعدل بتحسينات وتعجيزات أخرى .
- وهنا قفز صديق وقال : الآن فهمت لماذا زورَ أحمد عز المجلس ، لكي يضمن أغلبية يدخل بها جمال مبارك توريث الرئاسة بالقانون وبدون أدنى جهد.
- وهنا قلت له : فتح الله عليك.
- ثم سألني قائلاً : وما الحل إذا مع هذا الخبث اللعين ؟
- فقلت لـه باسماً...: لا بد أن يتنحنح ) وهذا بحلاف على(
- فقال : وإن لم يتنحنح .
- قلت له : إن لم يتنحى هناك حلاً آخر ، وهو العمل بالمادة (139) التي تنص على ( إمكانية تفويض الرئيس لنائبه في سلطته في اقتراح التعديلات). وهنا يا صديقي يتضح جلياُ لنا جميعاً أن الرئيس يخدعنا ويكمل أفلامه الباهتة ، ويضع كبريائه في كفه ومصلحه 85 مليون مصرى فى كفه ، بعدم أخذه بالحلول الماضية وهى التنحي أو التفويض لنائبة لكي يضمن التحكم في الرئيس القادم . وحسبنا الله ونعم الوكيل.
- وهنا قال صديق :
أنا ذاهب لميدان الشهداء (التحرير سابقاً)
ولن أتركه أبداً حتى يتنحى الرئيس.
روابط مفيدة :
دستور جمهورية مصر العربية
http://constitution.sis.gov.eg/ar/html/textcons1.htm
مقال الأستاذ الصحفى المحترم بلال فضل نقلاً عن شاهد عيان بالتحرير ليرد على التلفزيون المصرى الكاذب والمضل عن شباب الثورة وحقيقتهم
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=286645&IssueID=2033
مقال عودة العنقاء بقلم د. سحر الموجى للرد على الاعلام المصرى فاقد المصداقيه
http://www.almasry-alyoum.कॉम/article2.aspx?ArticleID=286713
------- كل الشكر لمن ساهم في المقال- الأخ الفاضل من نقل لنا الحوار وفحواه
- ووالدي الغالي من قام بمراجعة نصه وصياغته
06/08/2010
۞ رمضان منطلق البناء والتغيير ۞
فإن الأمة الإسلامية عامة والمنطقة العربية بصفة خاصة تمر بمرحلة عصيبة، لم تمر بها من قبل، حيث تتألب عليها قوى الشر والباطل، وتلقي بكل ثقلها من أجل تثبيت نبتة خبيثة في أرض طيبة مباركة، وبارك من حولها ولكونها طيبة مباركة فهي تنفي خبثها وتجتثه من جذوره، وفي تلك الفترة من التاريخ تم غزو أفغانستان، واحتلت العراق، وتنهب الثروات، وتشرد الشعوب، ويقتل مئات الآلاف من الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، وتغتصب النساء ويعتدى على المقدسات، ناهيك عن ما يقع في باكستان وكشمير والصومال واليمن بإيعاز من قوى الشر العالمية والممثلة في الصهيوأمريكية، ومن يحالفهم من العملاء، ويمنحهم صك التدخل والعدوان.. وكان من ثمار ذلك:
• أزمة اقتصادية عالمية تأتي على الأخضر واليابس، ولا تبقي ولا تذر.. واصطلت البشرية بنارها.. وماذا بعد أن تصير ديون أمريكا بأرقام فلكية.. وتشهر دول إفلاسها، وتعلن المئات من البنوك إفلاسها كذلك.. • يأس قاتل لا يرى معه بارقة أمل في الإصلاح.. ألقى بظلاله على الحكام فجعلهم، يستسلمون لكل ما يملى عليهم، ويقبلون بالذل والعار، ولا ينهضون لمقاومة الغاصب المحتل.. وليتهم حين يستسلمون يتركون لشعوبهم حق الحياة والحرية والمقاومة، بل يضربون على أيديهم بعصا غليظة من حديد، لتمنعهم حقهم فى المقاومة المشروعة بل وتسلب حريتهم .. • انحدار أخلاقي وضياع للقيم الفاضلة والمثل العليا.. • ضياع الأمن والأمان في ربوع العالم.. • شقاء ونكد لا يعلم القوم له سببًا، لكن الله أعلمنا ذلك في قوله تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى)(طـه:124-126)
والواقع خير شاهد على أن هذه القوى العالمية التي تريد أن تسيطر على العالم، فاسدة في كل توجهاتها، وهابطة في كل قيمها، وكل مشاريعها منهزمة عسكريا وسياسيا واقتصاديا وأخلاقيا، والهزيمة تلاحقهم في كل أرض نزلوا بها، وسوف يخرجون من فلسطين وأفغانستان والعراق تمزق أكبادهم الحسرات على ما أنفقوا من أموال، وتكون عليهم الحسرة مع ما ينتظرهم من عذاب أشد وأبقى:(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) الأنفال: 36.
أيها المسلمون في كل مكان ... أيها الناس أجمعون
هذا جانب ضئيل لبعض ما آل إليه حال العالم من ضيق وضنك، والجميع يبحث عن منقذ ينتشله من الردى، ومنفذ يخرجه من الظلمة.. وغاب عنهم أن المنقذ بين أيديهم، وأن علاجهم من بين جنباتهم.. إنه الإسلام دين الرحمة والعدالة والمساواة والحرية.. والقيم العليا والفضائل المثلى.. إنه القرآن الكريم رسالة الله الخالدة (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت: 42) إنه الرسول الخاتم الرحمة المهداة والنعمة المسداة والسراج المنير:(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء: 107)
شهر رمضان منطلق التعيير:
إن طريق الإصلاح يبدأ من النفس، والإصلاح الذي ننشده ليس بعسير، وليس عنا ببعيد، إنه يتحقق بإصلاح أنفسنا التي نحملها بين جنوبنا، نصلحها بأن نأحذ بزمامها إلى ما يرضي الله، فيغير الله كل شيء حولنا، وصدق الله: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)( الرعد: 11) فواجب كل مسلم ومسلمة أن يعرف ربه، وأن يصلح نفسه، وأن يدعو غيره لهذا الخير .. وشهر رمضان الذي بدأت نسماته تطل علينا من بعيد، تحمل في طياتها كل معاني التغيير، وكل مقومات بناء النفس بداية من تطهيرها من ذنوبها وآثامها، ويصل بها إلى أعلى درجات التزكية (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)(الشمس:10) إنه شهر الصوم وشهر القرآن وشهر القيام وشهر الصبر.. كما أنه من أعظم مواسم الطاعات، فيه صنوف من العبادة تختص به، ويختص بها، وهى جمال لأوقاته، وزينة لساعاته، وحلية لأيامه ولياليه - والطاعة مذاقها حلو في كل وقت، وهي في هذا الشهر أحلى، وثوابها عند الله أعظم وأجزل.
شهر رمضان شهر تربية وطهارة ونصر:
- فالصوم تحرير من سطوة الغرائز: لقد فرض الله الصيام، ليتحرر الإنسان من سلطان غرائزه، وينطلق من سجن جسده، ويتغلب على نزعات شهواته، ويتحكم في مظاهر حيوانيته، ويتشبه بالملائكة، فليس عجيبا أن يرتقي روح الصائم، ويقترب من الملأ الأعلى، ويقرع الصائم أبواب السماء بدعائه فتفتح، ويدعو ربه فيستجيب له، ويناديه فيقول: لبيك عبدي لبيك. ولعل ذلك يفسر لنا أن آية الدعاء تتخلل آيات الصيام:(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة:186]. الصوم مطهر من الذنوب: وكيف لا يستجاب للمسلم والصوم يطهره تطهيرا .. فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». في الصوم ارتقاء بالأخلاق: والصوم يزكي النفس المسلمة، ويسمو بأخلاقها، حيث يدعوه إلى الترفع عن الصخب والرفث، وألا يرد الشتم والمقاتلة بمثلها، بل بالتذكير بقيمة الصوم، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ، أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ..". كما يدعوه إلى الترفع عن قول الزور والعمل به (ومنه تزوير الانتخابات) وعدم مساعدة الظلم أو دعم الباطل حتى يجني ثمار صيامه، وبين أنه كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ».
وفي ذلك يقول الشاعر: إذا لم يكن في السمع مني تصامم ** وفي مقلتي غض وفي منطقي صمت فحظي إذن من صومي الجوع والظما ** وإن قلت إني صمت يوما ما فما صمت
ورمضان شهر القرآن الكريم: وفي رمضان نزل القرآن الكريم؛ ليخرج الناس من الظلمات إلي النور؛ وليهديهم إلى الصراط المستقيم، ويضع بين أيديهم المنهج الكامل، والدستور الدائم لكل جوانب الحياة، وفي رمضان يقبل الناس على المساجد والبيوت على تلاوة القرآن الكريم وترتيله، وكذلك مدارسته وتعليمه وترجمة ذلك إلى عمل، وفي ذلك صقل للنفوس، وتهذيب للأخلاق، وتحلي بالقرآن، وقد كان هذا هو خلق رسول الله ، فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ "فَقَالَتْ:"كَانَ خَلْقُهُ الْقُرْآنَ، يَغْضَبُ لِغَضَبِهِ، وَيَرْضَى لِرِضَاهُ". إن العالم الإسلامي في رمضان المبارك يتحول إلى ما يشبه المسجد، ويا له من مسجد عظيم تعج كل زاوية من زواياه، بل كل ركن من أركانه، بملايين الحفاظ للقرآن الكريم. يرتلون ذلك الخطاب السماوي على مسامع الأراضين، ويظهرون بصورة رائعة براقة مصداق الآية الكريمة: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ) ..(البقرة: 185)
وفي رمضان قيام الليل: ولقيام الليل فضل عظيم لا يفوقه سوى فضل الصلوات المكتوبة فحسب، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ قَالَ سُئِلَ أَيُّ الصَّلاَةِ أَفْضَلُ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقَالَ: «أَفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ الصَّلاَةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللَّهِ الْمُحَرَّمِ ».
وعَنْ أَبِى مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرْفَةً، يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَلاَنَ الْكَلاَمَ، وَتَابَعَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى وَالنَّاسُ نِيَامٌ». وقيام رمضان طهارة من الذنوب، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي رَمَضَانَ «مَنْ قَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
وكان في سالف الأزمان يصعد المؤذن المنارة، وينشد: يا رجال الليل جدوا ** رب صوت لا يردُّ ما يقوم الليل إلا ** من له عزم وجدُّ
شهر رمضان شهر الجهاد: ويبقى شهر رمضان ليمنح المسلمين القوة ويذكرهم ببدر، وإن أعداء الله ليخشون المواجهة مع المسلمين في رمضان لأنهم على يقين من أن رمضان يمد المسلمين بقوة لا تكون لهم في غير رمضان، ولقد كان الروس يتطيرون من رمضان لأنه جر عليهم في السابق ضربات موجعة، ويخشون من أن يهل عليهم شهر الجهاد وهم لا يزالون في مواجهة مع المسلمين فتنزل بهم الهزيمة. إن رمضان ليس شهر استسلام وخمول، بل هو شهر صبر يمنح المسلم زاد الجهاد، فأول عدة للجهاد هي الصبر والإرادة القوية، فإن من لم يجاهد نفسه هيهات أن يجاهد عدوا، ومن لم ينتصر على نفسه وشهواتها، هيهات أن ينتصر على عدوه، ومن لم يصبر على جوع يوم، هيهات أن يصبر على فراق أهل ووطن من أجل هدف كبير، والصوم بما فيه من الصبر، وفطام للنفوس من أبرز وسائل الإسلام في إعداد المؤمن الصابر المرابط المجاهد، الذي يتحمل الشظف والجوع والحرمان، ويرحب بالشدة والخشونة وقسوة العيش، ما دام ذلك في سبيل الله.. والتاريخ شاهد أن جُل المعارك الكبرى كانت في هذا الشهر المبارك، بدر الكبرى وفتح مكة وموقعة بلاط الشهداء سنة 114 هـ - 732م في بوتييه بفرنسا، ومعركة عين جالوت سنة 658هـ - 1260م في فلسطين. ولقد أدرك هذه الحقيقة أعداؤنا فيعلل المستشرق «نيكلسون» سر انتصار المسلمين في بدر على قلتهم تعليلا جزئيا بقوله: «لقد كان انتصار محمد على قريش الوثنيين أمرًا طبيعيا بدهيًّا؛ لأن الرسول كان يعلم أتباعه النظام العسكري والجندية الكاملة خمس مرات في المسجد، ولا شك أن الفكرة العسكرية ملحوظة في الصلاة.. ولا شك أن لها آثارها ونتائجها، ولكن هناك روحا خفية أخرى يرجع إليها هذا الانتصار الباهر، ألا وهي روح الإرادة التي أشعلها في نفوس المسلمين شهر رمضان الذي وقعت خلاله هذه المعركة الإنسانية الكبرى، وأن الأرواح التي حاربت في صفها الملائكة لا بد أن تكون قد بلغت من الصفاء والإيمان والتجرد والإخلاص حداً ما كان ليستنزل جند السماء من السماء إلا لملائكة البشر الذين رباهم رسول الله في مدرسة الوحي وفي معهد القرآن وبين جدران المسجد وذلك يشع من قوله تعالى: (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(آل عمران: 123) ذلكم هو الصوم في الإسلام،لم يشرعه الله تعذيبا للبشر، وكيف هذا وقد جاء في آيات الصوم قول الله - عز وجل: ( وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(البقرة: من الآية185) وإنما شرعه الله إيقاظا للروح وتصحيحا للجسد، وتقوية للإرادة، وتعويدا على الصبر، وتعريفا بالنعمة، وتربية لمشاعر الرحمة، وتدريبا على كمال التسليم لله رب العالمين. تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وجعلنا جميعا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .. وكل عام وانتم فى طاعة .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . القاهرة فى : 24 من شعبان 1431هـ الموافق 5 أغسطس 2010م
۞ للمعتقل فرحتان ۞

بقلم: الشيخ حجازي إبراهيم ثريا

عنوان أوحى به حديث نبوي، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ" (البخاري: 1904).
الاعتقال رزق يسوقه الله لمَن يختارهم الله من عباده، يبسطه لمن يشاء، ويقبضه عن من يشاء، والله على كل شيء قدير..
وهو كالرزق لا يقدر أحد على قبضه أو بسطه، أو منعه أو وصله: ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)﴾ (فاطر).
والأجل والرزق قُدِّرَا وأنت في الرحم، ومن القدر لا ينجو الحذر.. ولا نملك إلا الدعاء لدفع القدر، عَنْ مُعَاذٍ- رضي الله عنه- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَنْ يَنْفَعَ حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، وَلَكِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ عِبَادَ اللَّهِ" (أخرجه أحمد 5/234).
وقد يعرض المحذور من حيث ترتجي.. ويمكنك المرجو من حيث تتقي (1)
وقد مات لذؤيب بن أبي ذؤيب الصحابي أربعة إخوة بالطاعون، في زمن عمر فرثاهم بقصيدة مطلعها:
أمن المنون وريبه تتوجع * * والدهر ليس بمعتبٍ مَن يجزع
وإذا المنية أنشبت أظفارها * * ألفيت كل تميمة لا تنفع (2)
فالقضاء غالب، وما حُم واقع، وقد سبق السيف العذل، وتقدم من فعلي ما جف به القلم..
وما ينفع المستأخرين نكوصهم ** ولا ضر أهل السابقات التقدم
وكان الإمام البنا يتمثل دائمًا بقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
أي يومي من الموت أفر *** يوم لا يُقدَّر أو يوم قُدِّر
يوم لا يُقدَّر لا أرهبه *** ومن المقدور لا ينجو الحذر
والفارق الجوهري بين الاعتقال والرزق والأجل، يتجلى في أن طول الأعمار وبسط الأرزاق ليست علامة قرب وحب من الله، كما أن التضييق في الأرزاق، وقصر الأعمار ليست دلالة بغض أو سخط أو غضب من الله.
أما الاعتقال في الله، ومن أجله، ولرفع راية الإسلام والجهاد في سبيله، فهو علامة قرب وحب واجتباء واصطفاء لمَن يرزقهم الله بمثل هذه المنح والعطايا، وكلما ازداد المسلم قربًا من الله، وزاد حب الله له، أناخت الشدائد ببابه، وتوالت عليه المحن، وأصابت السهام جسده، حتى إنك لا تجد فيها موضعًا لسهم آخر.. وهذا ما نطق به الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن مُصْعَبُ قلت: يا رسول الله، أي الناس أشدُّ بلاءً (3) قال: الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل (4)؛ يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلبًا (5) اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة (6) ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة" (7).
وعن عبد الله بن مسعود قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك وعكًا شديدًا، فمسسته بيدي فقلت: يا رسول الله، إنك لتوعك وعكًا شديدًا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم". فقلت: ذلك أن لك أجرين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أجل". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يصيبه أذى، مرض فما سواه، إلا حط الله له سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها" (8).
فمن طال اعتقاله، أو طال سجنه وحبسه، أو قُتل في سبيل الله، أو غير ذلك، ورضي واحتسب، فهو المقرب من حبيبه ومولاه، وقد طهره وصفَّاه، ونقَّاه واجتباه.
ونحن لا نتمنى المحن والابتلاء، ونسأل الله العافية، ولكن إذا لقيتم فاثبتوا، وقد يكون ممن لم يُبتلى مَن أخلص لله نيته، وصدق مع الله في بيعته، ولو حل بهم البلاء كانوا كالجبال الرواسي، لا يهتز ولا يلين، ولا يهن ولا ينكص على عقبيه، بل كان من أصحاب المكارم الذين مدحهم الشاعر بقوله:
ليس النكوص على الأدبار مكرمة *** إن المكارم إقدام على الأسل (9)
وهؤلاء بنيتهم الصادقة في الأجر سواء، وقد يكون منهم الخفي التقي النقي الذي يسبق بعض مَن ذاع صيته والله بصير بالعباد، وبما تعملون خبير.
أيها الحبيب: ليكن فرحك كبيرًا بخلوتك مع الله الحبيب إلى قلبك، وليكن سرورك عظيمًا بأُنسك بالرحمن الرحيم.
واعلم أيها الحبيب أن الله الرءوف اللطيف أعلم بما يصلح عباده، وأعلم بما يطيقون، وحين يُنزِّل عطاءه ويمنحه لأوليائه ينزله بالقدر الذي يرفعهم ويقويهم.. أو إن شئت فقل: "يسويهم بنور عطاياه" والتي يحسبها مَن لا يعمر الإيمان قلوبهم أنها نار، وأنه يرويهم بالماء العذب الفرات السائغ شرابه من الابتلاء، والتي يحسبها الرائي عذابًا من الملح الأجاج.
ومن هنا يكون فرح المسلم الصادق الإيمان الثابت الجنان، المتعلق قلبه بالآخرة وما فيها من جنان، يكون فرح هذا المسلم بالابتلاء أشد من فرح غيرهم بالعطاء من حطام الدنيا.
وكيف لا وقد أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم فعَنْ أَبَي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه أنه دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مَوْعُوكٌ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، فَوَجَدَ حَرَارَتَهَا فَوْقَ الْقَطِيفَةِ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: مَا أَشَدُّ حَرِّ حُمَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّا كَذَلِكَ يُشَدَّدُ عَلَيْنَا الْبَلاءُ، وَيُضَاعَفُ لَنَا الأَجْرُ"، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَشَدُّ النَّاسِ بَلاءً؟ قَالَ: "الأَنْبِيَاءُ"، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ الْعُلَمَاءُ". قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ الصَّالِحُونَ كَانَ أَحَدُهُمْ يُبْتَلَى بِالْفَقْرِ حَتَّى مَا يَجِدُ إِلاَّ الْعَبَاءَةَ يَلْبَسُهَا، وَيُبْتَلَى بِالْقُمَّلِ حَتَّى يَقْتُلَهُ، وَلأَحَدُهُمْ أَشَدُّ فَرَحًا بِالْبَلاءِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِالْعَطَاءِ" (10).
ما أعظم منزلة العلماء، حيث جاءوا في الحديث السابق في الترتيب بعد الأنبياء!، وهذا يجعل لنا معهم وقفة؛ لأنهم أساس النهوض، ومنطلق التغيير والبناء، إن صدقوا مع ربهم، وأخلصوا دينهم لله.
أليسوا ورثة الأنبياء؟، فعن أَبي الدرداء رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "..وَإنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ، وَإنَّ الأنْبِيَاءَ لَمْ يَوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا وَإنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بحَظٍّ وَافِرٍ" (11).
أيها العلماء: اعرفوا قدركم، وقدروا دوركم، وأدوا الأمانة التي حمَّلكم إياها ربكم، وكلفكم بها نبيكم، فعلموا الناس الدين الحق، وقولوا كلمة الحق، ولا تخشوا في الله لومة لائم، ولا ترهبوا السجن ولا الاعتقال، ولا الفصل من العمل، فأنتم تعملون بتكليفٍ من الله، وتعيينٍ من رسول الله صلى الله عليه وسلم وراتبكم من عند الله موصول، ووالله لا يقدر أحد من البشر على قطعه أو منعه.. واخشوا يومًا تُرجعون فيه إلى الله، تُوفَى كل نفس ما كسبت، وأعدوا جوابًا لسؤال في يوم العرض: ماذا عملت فيما علمت؟
أيها العلماء: لكم في رسول الله الأسوة الحسنة: وقد عذَّبه المشركون وسبوه، وألقوا بالقاذورات عليه في جوف الكعبة وهو ساجد، وحاصروه في الشعب، وقذفوه بالحجارة حتى سالت الدماء من قدميه، وحاربوه في بدر، وعادوا إليه في أُحد وشجوه، واستشهد فيها سبعون منهم عمه حمزة أسد الله، وجمعوا الأحزاب وحاصروا المدينة في غزوة الأحزاب حتى يستأصلوا شأفة المسلمين ولا يُبقوا منهم أحدًا، ولم يكن أمام هذه الجحافل إلا أن يحفروا خندقًا؛ ليوقفوا زحفهم ومن ثم سميت غزوة الخندق..، وتواصل الجهاد، حتى قبل وفاته بقليل.
ولكم في الأئمة الأعلام قدوة، فأئمة المذاهب الأربعة: الإمام أحمد والإمام أبو حنيفة، والإمام مالك والإمام الشافعي، ومن بعدهم ابن تيمية والعز بن عبد السلام.. وغيرهم كثير.. أصابتهم المحن ونزل بهم الابتلاء، لمواقفهم في الدفاع عن الدين والصدع بالحق دون خشية من أحد.
وفي عصرنا قام الإخوان المسلمون بتجديد الإسلام في النفوس، وإعادته إلى واقع الحياة، بشمولية لا تعرف التفرقة بين السياسة والدين، ولا بين المسجد والمعمل، والمدرسة وساحة القضاء.. فالكل يجب أن يكون تحت مظلة الإسلام، وفي ظل حريته وعدله، ومساواته ورحمته للعالمين؛ وبسبب ذلك قُتل منهم على أعواد المشانق الكثير، ودُفن في رمال السجن الحربي الأكثر، وعُذِّب الآلاف السنين الطوال، وصودرت أموالهم، وحرموا من وظائفهم، وعانت أسرهم الأمرين.
وأمام كل ذلك، ومع هذا كله، ثبتوا على الحق الذي معهم وعضوا عليه بالنواجذ، وقطَّعت السياط أجسادهم ودين الله في حنايا قلوبهم لم يصله سوط، ولم ينكئه سهم، وصدق فيهم قول الله عز وجل: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)﴾ (الأحزاب).
ومن هؤلاء: الشهداء: حسن البنا، عبد القادر عودة، محمد فرغلي، يوسف طلعت، هنداوي دوير، إبراهيم الطيب.. سيد قطب، عبد الفتاح إسماعيل، محمد هواش.. وغيرهم كثير.. لكنهم جميعًا كانوا يتمثلون قول الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39)﴾ (الأحزاب) أيها العلماء الأحباب: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتلي فصبر، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين.. فمن ورث العلم النبوي، لا بد أن يرث تضحيات النبوة، ولا بد أن يتقدم ركب المجاهدين مهما تقدم به السن.
ومن نال العلم ليحقق به الحظوة، أو يرتفع به في الدنيا، خسر الدنيا والآخرة، ومن تحقق بالعلم والعمل، وحمل كامل الميراث "علم النبوة وجهاد النبي صلى الله عليه وسلم وتضحيته" ربح وفاز في الدنيا والآخرة..
أيها الأخ الحبيب: في الاعتقال فرحتان:
أما الفرحة الأولى فعند الاعتقال وذلك من وجوه:
الوجه الأول: يفرح لأنه يأوي إلى ركن شديد حين ينقطع رجاؤه في الخلق، ويصير كل رجائه في الله عز وجل وما يفيض به عليه من رحمته وسكينته وطمأنينته.
الوجه الثاني: يفرح بما يجري عليه من أجر وثواب لصبره على ما أصابه، من تفزيعٍ بالليل وإرهاب الأطفال والزوج والوالدين.. وربما يلحق بهم الأذى بالسب أو الشتم، وفي بعض الأحيان اعتداء وضرب للأهل.
أضف إلى ذلك ما يلحق ببيته من سلب ونهب وعبث بالأثاث والمكتبات..
الوجه الثالث: يفرح بما يقوم به من طاعات، لم يقدر عليها وهو طليق، كقيام لليل، وحفظ للقرآن، ومراجعة للعلم.
الوجه الرابع: يفرح حين يلقى أحبة له في الله له شوق إليهم، ولهم شوق إليه، ولم يتمكنوا أن يلتقوا إلا في متنزه الاعتقال الرحيم، على موائد الطعام وحديقة السجن الغناء، وملاعب الكرة.. وليل عامر بذكر الله.. وتلاوة القرآن.. والتسبيح والاستغفار.. والدعاء والتضرع والابتهال.
الوجه الخامس: يفرح للمودة والحب والتراحم الذي يزداد بينه وبين إخوان له لم يكن يعرفهم من قبل.
الوجه السادس: توريث الدعوة حتى تتواصل الأجيال، فيشتد عود الشباب ويقوى، وتعمق جذور الدعوة في حنايا القلوب، وتجري في شرايينهم حين ينامون ويقومون مع الصابرين الثابتين ممن سبقوهم في طريق الدعوة، حين يرون من قضى السنين في السجون، ويعود إليه المرة بعد المرة، وما لانت لهم قناة، وما ولوا الأدبار، وما قعدوا، ولا استراحوا، ولا أخلدوا إلى الأرض.. ولكنهم مع كل شدة يزدادون قوة وصلابة وترابطًا.
الوجه السابع: يفرح حين يرى أن الشدائد لم تقض على دعوتنا، وإنما بقيت ونمت، وامتدت فروعها، وتعمقت جذورها، وعمت ثمارها، وصارت عصية على أن تقتلع.. إنها شجرة طيبة مباركة، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، إنها دعوة خالدة؛ لأنها مستمدة من الإسلام الخالد، فغايتها الله، والقرآن دستورها، والرسول قدوتها، والجهاد سبيلها، والموت في سبيل الله أسمى أمانيها.
الوجه الثامن: وسط ظلمة الشدائد والمحن، وظلمة الليل البهيم، وظلمة جدران السجن المحيطة به ينبعث له شعاع من نور الرؤية الصالحة فتبعث فيه الأمل، وتجدّد له الإيمان واليقين، وتثّبت منه الأقدام على الطريق، فالرؤيا حق وجزء من النبوة، وهي ما بقي من المبشرات: فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ" (12).
وعن أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إِلاَّ الْمُبَشِّرَاتُ" . قَالُوا وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ قَالَ "الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ" (13).
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ (يونس من الآية94) فَقَالَ: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ غَيْرَكَ إِلاَّ رَجُلٌ وَاحِدٌ مُنْذُ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ غَيْرَكَ مُنْذُ أُنْزِلَتْ، هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ" (14).
وكم رأى إخواننا من رؤى جاءت كفلق الصبح.. وهي أكثر من أن تحصى.
الوجه التاسع: يفرح عند إطلاق سراحه، وكسر قيده، ولقائه للأهل والأحباب وكأنه يوم عرس وزفاف، يتوافد عليه الأحبة من كل مكان، ويتلقى التهنئة من كل صديق.. ومن حوله يجري الأبناء وترسم الفرحة معالمها واضحة جلية في وجوه الآباء والأزواج والأبناء وكل المحيطين به.
ووالله إنها لساعات جميلة، ولحظات سرور وبهجة عظيمة.
الوجه العاشر: تملأه البهجة والسرور، حين يخلو بأبنائه وأسرته- بعد انصراف المهنئين- فيرى صلاح الأبناء وتوفيقهم أكثر مما كان بينهم؛ ولما لا وقد خلفه الله في الأهل والمال والولد؟.. والمشاهد المتواتر عن الجمع أن الفارق كبير بين أبناء من ثبت على الحق ولم يؤيد ولم يهن، وبين من خاف على أولاده الضياع، فأيد أو داهن..
ولعل السر في ذلك تحملهم للمسئولية بعد غياب العائل، فتنمو فيهم الرجولة مبكرة، ولله في خلقه شئون.
الوجه الحادي عشر: منزلة حسنة في الدنيا وثناء حسن:
وقال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42)﴾ (النحل).
وتأمل في دعوة الخليل إبراهيم عليه السلام: ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ (84)﴾ (الشعراء)، أي واجعل لي ذكرًا جميلاً بعدي أُذكرَ به، ويقتدى بي في الخير، كما قال تعالى: ﴿وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110)﴾ (الصافات).
قال مجاهد، وقتادة: يعني: الثناء الحسن. قال مجاهد: وهو كقوله تعالى: ﴿وَآَتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27)﴾ (العنكبوت: من الآية 27) وكقوله: ﴿وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122)﴾ (النحل).
ولقد كان ابتلاء الخليل إبراهيم عليه السلام عظيمًا، وماذا بعد أن يلقى به في نار موقدة، ويؤمر بترك سيدنا إسماعيل رضيعًا، مع أمه في صحراء لا زرع ولا ماء؟، وماذا بعد أن يؤمر بذبح ابنه الوحيد؟.. نعم إنه كما أخبر ربنا أمة: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122)﴾ (النحل).
وأما الفرحة الثانية:
فعند لقاء الله عز وجل، وذلك من وجوه:
الوجه الأول: عند معالجة سكرات الموت، فإن كُلّ مَن اتبع الرسول النبي الأمي له السعادة الأبدية، ولا خوفٌ عليهم فيما يستقبلونه، ولا هُمْ يحزنون على ما يتركونه ويخلفونه، وقيل: ﴿لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ في ذريتهم، لأن الله يتولاهم، ﴿وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ على دنياهم لتعويض الله إياهم في أولاهم وأخراهم؛ لأنه وليهم ومولاهم، وهذا ما تأكَّد في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)﴾ (فصلت).
جاء في تفسير قول الله تعالى: ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ (يونس من الآية94) قال الزهري وعطاء وقتادة: هي البشارة التي تبشر بها الملائكة المؤمن في الدنيا عند الموت، وقال قتادة والضحاك: هي أن يعلم أين هو من قبل أن يموت.
وفي حديث البراء: "أن المؤمن إذا حضره الموت، جاءه ملائكة بيض الوجوه، بيض الثياب، فقالوا: اخرجي أيتها الروح الطيبة إلى روح وريحان، ورب غير غضبان. فتخرج من فمه، كما تسيل القطرة من فم السقاء".
وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من عباد الله عبادًا يغبطهم الأنبياء والشهداء". قيل: مَن هم يا رسول الله؟ لعلنا نحبهم. قال: "هم قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب، وجوههم نور على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس". ثم قرأ: ﴿أَلاَّ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)﴾ (يونس).
الوجه الثاني: سلام الملائكة عليه عند خروج روحه
فعن محمد بن كعب القرظي قال: إذا استنقعت (15) نفس العبد المؤمن، جاءه ملك الموت فقال: (السلام عليك ولي الله، الله يقرئك السلام). ثم نزع بهذه الآية: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ﴾ (النحل: من الآية32)
الوجه الثالث: فرحه بتبشير الله إياه بالجنة، قال الله تعالى: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)﴾ (آل عمران).
قال الله تعالى: ﴿يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (22)﴾ (التوبة)
وقال الله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)﴾ (البقرة).
الوجه الرابع: أن له قدم صدق عند الله، قال الله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2)﴾ (يونس)
الوجه الخامس: ولاية الله لهم في الآخرة تؤمنهم المخاوف ﴿ِإنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31)﴾ (فصلت).
الوجه السادس: الأجر العظيم والثواب العميم
قال الله تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)﴾ (الزمر).
وقال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (58) لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59)﴾ (الحج).
وقال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42)﴾ (النحل).
___________
04/08/2010
₪ ۞ هل نحن مجاهدون؟۞₪
![]() |
|