31‏/07‏/2010

تحويل القبلة وتربية الأمة_رسالة الأسبوع للدكتور محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين



تحويل القبلة وتربية الأمة رسالة من : أ.د.محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد، فإن حدث تحويل القبلة كان أمراً خطيراً عظيم الآثار في تاريخ الإسلام، متعدد الأبعاد في حياة الجماعة المسلمة، وستبقى دروسه متجددة على مرّ الأزمان، يدل لذلك الحديثُ القرآنيُّ الطويلُ عن هذا الأمر، والذي كشف عن الكيد اليهودي المفضوح للإسلام والمسلمين، وكيف فشلت كل تلك الجهود اليهودية والنفاقية المحمومة، وبطل كل ذلك السحر الفاسد الذي اجتهد اليهود والمنافقون في ترويجه أو التشويش به على الحق الواضح الصريح ]فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ[ (الأعراف : 118- 119).

وثمة آفاق تربوية سامية حمل هذا الحدث المسلمين إليها، وسجلها القرآن لتبقى دروسا متجددة للأمة، ومنها:

1- تميُّز شخصية الأمة الإسلامية وتحديد وظيفتها:

أكد هذا الحدث لهذه الأمة حقيقتَها الكبرى ووظيفتها الضخمة في هذه الأرض، وبيَّن مكانتَها العظيمة في حياة البشرية، وحدّد دورَها الأساسي في حياة الناس، بدءًا باتخاذ قبلةٍ خاصةٍ لها، لا تتبع غيرها ولا تنقاد لسواها، فهذه القبلة  هي أوسطُ القِبَل وأفضلُها، وهم أوسطُ الأمم وخيارُهم، فاختار أفضلَ القِبَل لأفضل الأمم، كما اختَار لهم أفضلَ الرسل وأفضلَ الكتب وأخرجهم في خير القُرُون، فقال تعالى: ]وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً [(البقرة: من الآية143)

وما دامت هذه مكانةَ الأمة، وما دام هذا دورَها، وما دامت هي الأمةَ التي تشهد على الناس جميعا، وتضع لهم الموازين والقِيَم ويُعتَمد رأيُها فيهم، وتَفصِل في أمر قِيَمهم وتصوراتِهم وشعاراتِهم، فتميز الحقَّ من الباطل، في الوقت الذي لا يشهد عَليها، ولا يحكم على أعمالها، ولا يزن قيَمَها إلا رسولُها ^، ما دام الأمر كذلك فإن لها قبلتَها الخاصةَ التي أرادها اللّه لهَا، وبخاصة أن المعني المقصودَ من توجيه المسلمين إلى بيت المقدس قد تحقق، واستسلم المسلمون تماماً لأمر اللّه، في الوقت الذي بدأ اليهود يتخذون من هذا الوضع حجةً لهم على أن دينهم هو الدين، وقبلتهم هي القبلة، وأنهم هم الأصل! فأولى بمحمد ومَن معه أن يفيئوا إلى دينهم؛ لا أن يدعوهم إلى الدخول في الإسلام.



أما كونها ]أُمَّةً وَسَطاً[ فمعناه : أنها الأمة الوسط بكل معاني  الوسط، سواء من الوساطة بمعنى  الحسن والفضل، أو من الوسط بمعني الاعتدال والقصد، أو من الوسط بمعناه المادي الحسي، فهي أمة وسط في التصور والاعتقاد، وفي التفكير والشعور، وفي التنظيم والتنسيق، وفي الارتباطات والعلاقات، لا تلغي شخصية الفرد ومقوماته، ولا تلاشي شخصيته في شخصية الجماعة أو الدولة، ولا تطلقه كذلك فرداً أثِراً جَشِعاً لا هَمَّ له إلا ذاته، إنما تُطلق من الدوافع والطاقات ما يؤدي إلى الحركة والنماء، وَتطلق من النوازع والخصائص ما يحقق شخصية الفرد وكيانه، ثم تضع من الكوابح ما يقف دون الغلو، ومن المنشِّطات ما يثير رغبة الفرد في خدمة الجماعة، وتقرر من التكاليف والواجبات ما يجعل الفردَ خادماً للجماعة، والجماعةَ كافلةً للفرد في تناسقٍ واتساق.



وهي أمة وسط في الزمان، تنهي عهد الطفولة البشرية من قبلها، وتحرس عهد الرشد العقلي من بعدها، وتقف في الوسط تنفض عن البشرية ما علق بها من أوهام وخرافات من عهد طفولتها، وتصدُّها عن الفتنة بالعقل والهوى، وتزاوج بين تراثها الروحي من عهود الرسالات، ورصيدها العقلي المستمر في النماء، وتسير بها على الصراط السوي بين هذا وذاك.

وأمة تلك وظيفتها، وذلك دورها، خليقة بأن تتحمل التَّبِعة وتبذل التضحية، فللقيادة تكاليفُها، وللقِوامة تبعاتُها.

ولم يعوِّق هذه الأمة اليوم عن أن تأخذ مكانها هذا الذي وهبه الله لها، إلا أنها تخلَّت عن مرجعيتها الإسلامية وعن منهج الله  الذي اختاره لها، واتخذت لها مناهج مختلفة ليست هي التي اختارها الله لها. وجدير بالأمة أن تبصر الكنز الذي بين يديها، وأن تفاخر بالمنهج القويم الذي تضمنه القرآن والسنة، والذي يحقق لها السبق والريادة في العالمين.

2- تحديد مصدر التلقي للأمة المسلمة:



فهذه الأمةُ لا تتلقى دينَها وقِيَمَها وتصوراتِها وشعائرَها من أهل الكتاب ولا من غيرهم، وإنما تتلقى من اللّه وحده ]الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْممْتَرِينَ[ (البقرة: 147) وذلك أمر تكرر التأكيد عليه في القرآن الكريم، فقد قال تعالى: ]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلاَ تُطِعِ الكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً. وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً. وَتَوَكَّلْ عَلَى الله وَكَفي بِالله وَكِيلاً[ (الأحزاب: 1-3 ). وقال تعالى: ]وَلاَ تُطِعِ الكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى الله وَكَفي بِالله وَكِيلاً[ ( الأحزاب: 48).



ولهذا فإن الأمة ينبغي ألَّا تنخدع بحيل أعدائها على اختلاف أصنافهم، وألا تلتفت إلى إرجاف اليهود والمنافقين، وألا تفتتن بدسائسهم، وألا تستجيب لتحليلاتهم الزائفة، فهم قد عزموا أمرَهم على معارضة الإسلام ومحاربة رسالة الحق والصد عن دين الله ودعوته، والتشويه لكل ما فيه من جمال وجلال، ولا ينبغي للنبي صلى الله عليه وسلم والأمة أن يتبعوا أهواءهم بعد ما جاءهم العلم ]وَلئنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ[ (البقرة: 145).



ولكن، لماذا تخالف الأمة غيرها، وتدع التلقي ممن سواها من الأمم؟.

 إن الأمة التي كتب الله  لها قيادةَ البشرية، وريادةَ الدنيا، ينبغي لها أن تستمد تقاليدَها وأفكارَها ومنهاجها - مثلما تستمد عقيدتَها - من المصدر الذي اختارها للقيادة، ومن ثَمَّ فإن عليها أن تعطي غيرها، لا أن تأخذ من غيرها، فالأمة التي تأخذ من غيرها تبدأ بأخذ الأشياء المادية، ثم تتدرج إلى أخذ العادات المادية، ثم المظاهر الثقافية، ثم القِيَم والمقاييس، ثم العقائد في نهاية المطاف.

ولا يمكن للأمة الوسط القائدة أن تكون كذلك، لا يجوز لها أن تقلِّد الأممَ الأخرى التي جاءت لتقودَها وترفعَها، وإنما تستمد وتتلقى التعاليمَ والتوجيهاتِ والتصوراتِ من الله تبارك وتعالى، لتقود البشرية إلى ما فيه سعادتها، وتنتشلها من التردي الأخلاقي الذي انحدرت إليه.

 وما أحوج الأمةَ المسلمةَ اليوم إلى تذكر هذا المعنى السامق الرفيع، بعد أن انبهمت ملامحُها، وضاعت سِماتُها، وصارت تتلقى من أعدائها كل شيء حتى القيم والمبادئ والتصورات والأفكار، إلى الحد الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم وحذَّر الأمة من الوصول إليه، فقال: «لَتَتَّبِعُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْراً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ ». قيل: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: «فَمَنْ؟!»(متفق عليه).


فإذا كانت الحكمةُ ضالَّةَ المسلم يأخذُها عمن خرجتْ منه، ويستفيدُها من كل مَنْ صدرت عنه، أيًّا كان ؛ فإن هذا الأخذ والتفاعل منضبط بما لا يتعارض مع ثوابت الدين وخصائص الأمة، وبما لا يميع هويتها، أو يحعلها تقلد غيرها بغير وعي.


3- تذكير المسلمين بنعمة الله عليهم:
 إذ جعلهم خيرَ أمة، وأرسل إليهم خيرَ رسول، وأنزل عليهم خيرَ منهج، ونقلهم من ظلام الجاهلية الدامس، وأفكارها المضطربة، ومقاييسها الفاسدة، إلى نور الإسلام، وسداد الحكمة، وكمال العلم ]وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ. كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ[ (البقرة: 150 - 151).

 ثم أمرهم بذكره وبشكره، إذ بهذين الأمرين يستوجبون إتمامَ نعمه والمزيدَ من كرامته، ويستجلبون ذكرَه لهم، ومحبته لهم. ثم أمرهم بما لا يتم لهم ذلك إلا بالاستعانة به، وهو الصبر والصلاة، وأخبرهم أنه مع الصابرين.

إن على الأمة أن تدرك بغاية الوضوح أن هذه النعمة لا يتم شكرها على الحقيقة إلا بالعمل الدائب لنشر قيم الحق والخير والفضيلة في العالمين، والعمل الجادّ على تقديم هذا الخير الذي بين أيدينا إلى الدنيا بأسرها، وتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام لدى الآخرين الذين تطوع المرجفون بتقديمه بصورة مشوهة إليهم . إنه حق البشرية على هذه الأمة أن تبصر هذا النور وأن تتعرف إلى ما في هذا الدين من خير هم في أمس الحاجة إليه.

وإذاً، فقد انجلى هذا الحدث العظيم بكل ملابساته عن نتائج طيبة وثمرات عظيمة للإسلام والمسلمين، وحَرِيٌّ بالأمة اليوم أن تطيل الوقوف مع هذه الدروس الكريمة، وأن تتعلم منها كيف تواجه أعداءَها وخصومها، وتبطل - بإذن الله - كيدَهم، حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين كله الله، ( وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً)(الإسراء: من الآية51)

 القاهرة فى : 17 من شعبان 1431هـ الموافق 29 يوليو 2010م

30‏/07‏/2010

҈҉ ღ๑ الـحـــب ๑ღ ҈҉



الحب ماء الحياة ،وغذاء الروح ، وقوت النفس . 

تعكف الناقة على حوارها بالحب ، ويرضع الطفل ثدي أمه بالحب وتبني الحمرة عشها بالحب ، بالحب تشرق الوجوه ، وتبتسم الشفاه ، وتتألق العيون .

الحب قاض في محكمة الدنيا ، يحكم للأحباب ولو جار ، ويفصل في القضايا لمصلحة المحبين ولو ظلم ، بالحب وحده تقع جماجم المحاربين على الأرض كأنها الدنانير ،لأنهم أحبوا مبدأهم ، وتسيل نفوسهم على شفرات السيوف ، لأنهم أحبوا رسالتهم ، أحب الصحابة والمنهج وصاحبه ، والرسالة وحاملها ، والوحي ومنزله ، فتقطعوا على رؤوس الرماح طلبا للرضا في بدر ، وأحد ، وحنين ، وهجروا الطعام ، والشراب ، والشهوات في هواجر مكة ، والمدينة ، وتجافوا عن المضاجع في ثلث الليل الغابر ، وأنفقوا طلبا لمرضاة الحبيب . 

بالحب صاح حرام بن ملحان مقتولا : فزت ورب الكعبة !، بالحب نادى عمير بن الحمام إلى الجنة مستعجلا : إنها لحياة طويلة إذ بقيت حتى آكل هذه التمرات ! ، بالحب صرخ عبد الله بن عمرو الأنصاري : اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى !. لما أحب الخليل ـ عليه الصلاة والسلام ـ صارت له بردا وسلاما ، ولما أحب الكليم موسى ـ عليه السلام ـ انفلق له البحر ، ولما أحب خاتمهم حن له الجذع ، وانشق له القمر .
المحب عذبه عذاب ، واستشهاده شهد لأنه محب .

أحبك لا تسأل لماذا لأنني *** أحبك هذا الحب رأيي ومذهبي
                                     
بالحب يثور النائم من لحافه الدافئ ، وفراشه الوثير لصلاة الفجر ، بالحب يتقدم المبارز إلى الموت مستثقلا الحياة ، بالحب تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا يقال إلا ما يرضي الرب ، الحب كالكهرباء في التيار يلمس الأسلاك فإذا النور ، ويصل الأجسام فإذا الدفء ، ويباشر المادة فإذا الإشعاع ، الحب كالجاذبية به يتحرك الفلك ، وتتصاحب الكواكب ، وتتآلف المجموعة الشمسية ، فلا يقع بينهما خصام ولا قتال ، بالحب تتآخى الشموس في المجرة ، فلا صدام هناك ، ويوم ينتهي الحب يقع الهجر والقطيعة في العالم ، وسوء الظن والريبة في الأنفس ، والانقباض والعبوس في الوجوه ، يوم ينتهي الحب لا يفهم الطالب كلام معلمه العربي المبين ، ولا تذعن المرأة لزوجها ولو سألها شربت ماء ، ولا يحنو الأب على ابنه ولو كان في شدق الأسد ، يوم ينتهي الحب تهجر النحلة الزهر ، والعصفور الروض ، والحمام الغدير ، يوم ينتهي الحب تقوم الحروب ، ويشتعل القتال ، وتدمر القلاع ، وتدك الحصون ، وتذهب الأنفس والأموال ، ويوم ينتهي الحب تصبح الدنيا قاعا صفصفاً ، والوثائق صحفا فارغة ، والبراهين أساطير ، والمثل ترهات ! . لا حياة إلا بالحب ، ولا عيش إلا بالحب ، لا بقاء إلا بالحب ، إذا أحببت شممت عطر الزهر ، ولمست لين الحرير ، وذقت حلاوة العسل ، ووجدت برد العافية ، وحصلت أشرف العلوم ، وعرفت أسرار الأشياء . 

وإذا كرهت صارت كل كلمة عندك جارحة ، وكل تصرف مشبوها ، وكل حركة مشكوك فيها ، وكل إحسان إساءة . المحب هجره وصال ، وغضبه رضا ، وخطيئته إحسان ، وخطؤه صواب .
ويقبح من سواك الفعل عندي *** وتفعله فيحسن منك ذاكا !
الحب حبان : حب ارضي طيني سفلي إنما هو هيام وغرام ، وحب علوي سماوي إلهي ، وهو طاعة وعبادة وشهادة وسيادة .
فحب الأرض للعيون السود والخدود والقدود ، ووادي الغضا ، وأهل البان ، وذكريات سلمى ، وأيام ليلى .
وحب الإله تعلق بشرعه ، وانقياد لأمره ، وامتثال لدينه ، وتقرب منه .
حب الطين آهات وزفرات وحسرات وندامات .
وحب رب العالمين علو ورفع وكرامة وسلامة وسعادة وريادة ، كيف لا تحب الله وما من نعمة عليك إلا هو منعمها ، ولا بلية إلا هو صرفها؟ ! هو المحسن وحده _ جل في علاه _ .، فقضاؤه عدل ، وشرعه رحمة ، وخلقه جميل ، وصنعه حكيم ، وفضله واسع ، ووصفه حسن ، فلا عيب في شئ من صفاته ، بل الكمال كله فيها ، ولا نقص في تدبيره ، بل الحكمة أجمعها فيه ، ولا خلل في صنعه ، بل الحسن أوله وآخره فيه ، فحبه واجب ، والتقرب منه فريضة ، وشكره حتم ، وطاعته لازمة .
أما الحب سواه فمنافع  متبادلة ، وأهواء مشتركة ، وأغراض مادية ، يشوبه الخلل والزلل والإسراف وعدم الاستقرار ، مع ما يعقبه من أسف وندامة وحسرة .
ولا أحد في الكون يسكن له العبد ، ويتوكل عليه إلا الواحد الأحد ، ولذلك سمى نفسه ( الله ) ،. قيل هو الذي تأله النفوس إليه ،. وتسكن إليه في علاه .

الحب للرحمن جل جـلاله *** وهو مستحق الحب والأشواق
فأصرفه للملك الجليل ولذبه  *** من كل ما تخشاه من إرهاق
                                     
ما الحب ؟

لا أعلم كلمة في قاموس العربية تعبر عن الحب مثل كلمة ( الحب ) ، فليس هناك أصدق من ( الحاء والباء ) في دلالتهما على هذا المقصود العظيم ، فالحاء تفتح الفم فيبقي فارغا حتى تأتي الباء فيضم الفم وتطبق الشفتان ، إذا هنا اجتماع بعد فرقة بعد هجر !.
وكلمة ( حب ) كلمة  عامرة ، لها أنداء وأفياء وظلال وأبعاد ، وهي كلمة مؤنسة مشجية منعشة مشوقة ، بل هي معجبة مطربة مغرية ، لكنها ذائعة شائعة ، غير أنها خفيفة لطيفة شريفة وفيها نضارة .
كلمة (حب ) عالم من المودة والصلة والأنس والرضى والراحة ، وهي دنيا الأمل والفأل الحسن ، والأمس الجميل واليوم الحافل ، والغد الواعد .
إنها رحلة في عالم التآلف والتآخي ، والتفاهم والتكاتف ، والتضامن والتعاون ، في كلمة ( حب ) بسمة وضمة ولهفة واشتياق ولوعة ! .
إذا قلت : ( حب ) تداعت الذكريات القديمة ، وثارت المعاني الجميلة ، وحضرت المواقف المشجية ، واستعادت النفس شبابها ، والقلب أمله ، والروح إشراقها ، والمجلس بهجته ، والحضور أنسه .
إذا قلت : (حب ) سافرت بك قافلة الذكرى إلى صور ومشاهد لا تمحى من ذاكرة الزمن ، فعرضت لك الطفل يضم الثدي ، والناقة تحنو على الفصيل ، والآكام تلف الثمار ، والأغصان تعانق الجذوع ، والفراشة تلثم الزهرة ، والعش يكتنف الطائر ، فما احسن كلمة ( حب ) وما أبدعها وما أروعها .
الحب حرفان حاء وبعدهـا باء  *** تذوب عند معـانيها الأحباء !

إذا قلت ( حب ) هل غيث الرجاء ، وهبت ريح الصفاء ، وسرى نسيم الوفاء ، وتهللت أسارير الوجوه ، وانبلجت معالم الطلعات ، وأشرقت شموس الأيام ، وإذا قلت (حب ) امتلأت الجوانح بالأشواق ، والحشايا بالتلهف ، والضمائر بصور الأحباب ، ومعاهد الأصحاب ، ومغاني الأتراب .
إذا قلت: ( حب ) تساقطت أوراق البغضاء ، وتلاشت نزعات الشر ، وارتحلت قطعان الضغينة ، وفزت زمر الأحقاد ، وغربت نجوم العداوات .
 كلمة ( حب ) سماء شمسها اللقاء ، وقمرها العناق ، ونجومها الذكريات ، وسحبها الدموع . كلمة ( حب ) إشراقة من عالم الملكوت ، وإطلالة من ديوان الخلود ، ووقفة في بساط العظمة . من استظل بسمائها اتقد شوقه وتدافع خاطره .
 وأما تعريف كلمة ( الحب ) فخذه نظما ولا تخش ظلما ولا هضما :
الحب بسمـة عاشق ولو أنها  *** سفرت لغار البدر من إطلالها !
وقيل :
الحب أكبادنا تشوى وأعيننا *** تكوى ، وأعمارنا تطوى على الأمل
وقيل :
إذا قلت هذا الحب بعد ولوعة ***   وفرقة أصحاب وهجر أقارب
فما الحب إلا الأنس والقرب والرضى  *** فدعني فهذا الحكم بعد التجارب
 وقيل :
الحب كالسحر إلا أن رقيته ***   شهادة لا يذوق الموت لاقيها
 وقيل :
الحب ليس رواية شرقية  *** بأريجها يتزوج الأبطال
لكنه الإبحار دون سفينة *** ومرادنا أن الوصول محال
وقيل :
لعلك يا محب ظننت ظنا ***  بأن الحب جمع وافتراق
أجل هو جمع أوصال تداعت ***   وفرقة مهجة ، ودم يراق !
وقيل : الحب قصة طويلة فصولها الشهداء .
وقيل : الحب سر لا يعرفه المحبون .
وقيل : الحب ليس له تعريف إلا الحب .
 


....

المصدر : كتاب ضحايا الحب للدكتور عائض القرني...

29‏/07‏/2010

Ө♥Ө فاحمرّ وجهها وابتسمت Ө♥Ө




ذهب أبو العاص إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة،

وقال له: أريد أن أتزوج زينب ابنتك الكبرى.

فقال له النبي: لا أفعل حتى أستأذنها.

ويدخل النبي صلى الله عليه وسلم على زينب

ويقول لها: ابن خالتك جاءني وقد ذكر اسمك فهل ترضينه زوجاً لك ؟


فاحمرّ وجهها وابتسمت


فخرج النبي. وتزوجت زينب أبا العاص بن الربيع، لكي تبدأ قصة حب قوية.

وأنجبت منه 'علي' و ' أمامة '. ثم بدأت مشكلة كبيرة حيث بعث النبي .

وأصبح نبياً بينما كان أبو العاص مسافراً وحين عاد وجد زوجته أسلمت.

فدخل عليها من سفره،

فقالت له: عندي لك خبر عظيم. فقام وتركها.

فاندهشت زينب وتبعته وهي تقول: لقد بعث أبي نبياً وأنا أسلمت.

فقال: هلا أخبرتني أولاً؟


وتطل في الأفق مشكلة خطيرة بينهما. مشكلة عقيدة.

قالت له: ما كنت لأُكذِّب أبي. وما كان أبي كذاباً. إنّه الصادق الأمين. ولست وحدي. لقد أسلمت أمي وأسلم إخوتي،

وأسلم ابن عمي (علي بن أبي طالب)، وأسلم ابن عمتك (عثمان بن عفان). وأسلم صديقك (أبو بكر الصديق).

فقال: أما أنا لا أحب الناس أن يقولوا خذّل قومه.وكفر بآبائه إرضاءً لزوجته. وما أباك بمتهم.

ثم قال لها: فهلا عذرت وقدّرت؟

فقالت: ومن يعذر إنْ لم أعذر أنا؟ ولكن أنا زوجتك أعينك على الحق حتى تقدر عليه.

ووفت بكلمتها له 20 سنة. ظل أبو العاص على كفره.

ثم جاءت الهجرة، فذهبت زينب إلى النبي وقالت

يا رسول الله..أتأذن لي أنْ أبقى مع زوجي.

فقال النبي : أبق مع زوجك وأولادك.

وظلت بمكة إلى أنْ حدثت غزوة بدر،

وقرّر أبو العاص أن يخرج للحرب في صفوف جيش قريش.

زوجها يحارب أباها. وكانت زينب تخاف هذه اللحظة.

فتبكي وتقول: اللهم إنّي أخشى من يوم تشرق شمسه فييتم ولدي أو أفقد أبي.

ويخرج أبو العاص بن الربيع ويشارك في غزوة بدر،

وتنتهي المعركة فيُؤْسَر أبو العاص بن الربيع، وتذهب أخباره لمكة،

فتسأل زينب: وماذا فعل أبي؟

فقيل لها: انتصر المسلمون.

فتسجد شكراً لله.

ثم سألت: وماذا فعل زوجي؟

فقالوا: أسره حموه.

فقالت: أرسل في فداء زوجي.

ولم يكن لديها شيئاً ثميناً تفتدي به زوجها، فخلعت عقد أمها الذي كانت تُزيِّن به صدرها،

وأرسلت العقد مع شقيق أبي العاص بن الربيع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكان النبي جالساً يتلقى الفدية ويطلق الأسرى، وحين رأى عقد السيدة خديجة سأل: هذا فداء من؟

قالوا: هذا فداء أبو العاص بن الربيع.

فبكى النبي وقال: هذا عقد خديجة.

ثم نهض وقال: أيها الناس..إنّ هذا الرجل ما ذممناه صهراً فهلا فككت أسره؟

وهلا قبلتم أنْ تردوا إليها عقدها؟

فقالوا: نعم يا رسول الله.

فأعطاه النبي العقد، ثم قال له: قل لزينب لا تفرطي في عقد خديجة.

ثم قال له: يا أبا العاص هل لك أن أساررك؟

ثم تنحى به جانباً وقال له: يا أبا العاص إنّ الله أمرني أنْ أُفرِّقَ بين مسلمة وكافر، فهلا رددت إلى ابنتي؟

فقال: نعم.

وخرجت زينب تستقبل أبا العاص على أبواب مكة ،

فقال لها حين رآها: إنّي راحل. فقالت: إلى أين؟

قال: لست أنا الذي سيرتحل، ولكن أنت سترحلين إلى أبيك.

فقالت: لم ؟

قال: للتفريق بيني وبينك. فارجعي إلى أبيك.

فقالت: فهل لك أن ترافقني وتُسْلِم؟

فقال: لا.

فأخذت ولدها وابنتها وذهبت إلى المدينة.

وبدأ الخطاب يتقدمون لخطبتها على مدى 6 سنوات، وكانت ترفض على أمل أنْ يعود إليها زوجها.


وبعد 6 سنوات كان أبو العاص قد خرج بقافلة من مكة إلى الشام،



وأثناء سيره يلتقي مجموعة من الصحابة. فسأل على بيت زينب وطرق بابها قبيل آذان الفجر،

فسألته حين رأته: أجئت مسلماً؟

قال: بل جئت هارباً.

فقالت: فهل لك إلى أنْ تُسلم؟

فقال: لا.

قالت: فلا تخف. مرحباً بابن الخالة. مرحباً بأبي علي وأمامة.

وبعد أن أمّ النبي المسلمين في صلاة الفجر، إذا بصوت يأتي من آخر المسجد:

قد أجرت أبو العاص بن الربيع.

فقال النبي: هل سمعتم ما سمعت؟

قالوا: نعم يا رسول الله

قالت زينب: يا رسول الله إنّ أبا العاص إن بعُد فابن الخالة وإنْ قرب فأبو الولد وقد أجرته يا رسول الله.

فوقف النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال: يا أيها الناس إنّ هذا الرجل ما ذممته صهراً.

وإنّ هذا الرجل حدثني فصدقني ووعدني فوفّى لي.

فإن قبلتم أن تردوا إليه ماله وأن تتركوه يعود إلى بلده، فهذا أحب إلي. وإنُ أبيتم فالأمر إليكم والحق لكم ولا ألومكم عليه.

فقال الناس: بل نعطه ماله يا رسول الله.

فقال النبي: قد أجرنا من أجرت يا زينب.

ثم ذهب إليها عند بيتها

وقال لها: يا زينب أكرمي مثواه فإنّه ابن خالتك وإنّه أبو العيال، ولكن لا يقربنك، فإنّه لا يحل لك.

فقالت : نعم يا رسول الله.

فدخلت وقالت لأبي العاص بن الربيع: يا أبا العاص أهان عليك فراقنا.

هل لك إلى أنْ تُسْلم وتبقى معنا.

قال: لا.

وأخذ ماله وعاد إلى مكة. وعند وصوله إلى مكة وقف

وقال: أيها الناس هذه أموالكم هل بقى لكم شيء؟

فقالوا: جزاك الله خيراً وفيت أحسن الوفاء.

قال: فإنّي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.

ثم دخل المدينة فجراً وتوجه إلى النبي

وقال: يا رسول الله أجرتني بالأمس واليوم جئت أقول أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.

وقال أبو العاص بن الربيع: يا رسول الله هل تأذن لي أنْ أراجع زينب؟

فأخذه النبي وقال: تعال معي.

ووقف على بيت زينب وطرق الباب وقال:

يا زينب إنّ ابن خالتك جاء لي اليوم يستأذنني أنْ يراجعك فهل تقبلين؟


فأحمرّ وجهها وابتسمت.


والغريب أنّ بعد سنه من هذه الواقعة ماتت زينب

فبكاها بكاء شديداً حتى رأى الناس رسول الله يمسح عليه ويهون عليه،

فيقول له: والله يا رسول الله ما عدت أطيق الدنيا بغير زينب.

ومات بعد سنه من موت زينب
.



المصدر : الملتقى ...

~®~¶» الـدعـــوة الـفـرديــــة «¶~®~(4)

المرحلة السادسة:
صور فواصل........رقيقة جدا................. في منتدى فتكات


وهنا تأتي المرحلة السادسة: وهى توضيح أن هذا الواجب لا يمكن أن يتم فرديا فكل فرد وحده لا يستطيع ان يقيم دولة الإسلام ويعيد الخلافة ولكن لابد من الجماعة التى تجمع هذه الجهود الفردية لتستعين بها على تحقيق هذا الواجب الضخم. و القاعدة الشرعية المعروفة أنه مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب. فما دام واجب إقامة الدولة الإسلامية لا يتم إلا بالجماعة فقيام الجماعة واجب.


 ولا يتصور أحد أن يكون كامل الإسلام وهو يعيش وحده دون أن يعمل فى جماعة لتنفيذ مبادىء الإسلام وواجباته ومن أهمها فى الظرف الحالى السعي المتواصل لإقامة الدولة الإسلامية.


وهذه الخطوة أساسية فكثير من المسلمين لايرون ضرورة قيام الجماعة أو الارتباط بجماعة خشية الالتزام بتكاليف، أو إيثارا للعافية ودفعا للأذى الذى يمكن أن يتعرض له بسبب ارتباطه بجماعة.

وبقدر توضيح عظم المسئولية الملقاه على عاتقهم نحو الإسلام وأن القيام بهذه المسئولية لايتم إلا من خلال الجماعة يكون الاقتناع بضرورة الجماعة مهما كلفهم ذلك، خاصة بعد توضيح الخير العظيم المترتب على ذلك.


صور فواصل........رقيقة جدا................. في منتدى فتكات


المرحلة السابعة:
صور فواصل........رقيقة جدا................. في منتدى فتكات


وتأتي بعد ذلك المرحلة السابعة: وهى الإجابة عن السؤال الذى يفرض نفسه: مع أى جماعة يعمل؟ وهذه المرحلة هامة و دقيقة وتحتاج إلى حكمة وقوة إيضاح وإقناع ففى الساحة جماعات متعددة ومتحركة وتدعو الشباب إلى الانتماء إليها وكلها تحمل، لافتة الاسلام ولكل جماعة شعاراتها ووسائلها التى تجذب بها الشباب.

والمفروض أن يفهم كل شاب مسلم أن قضية العمل للإسلام قضية مصيرية أساسية وعليه أن يحسن اختيار الطريق الذي يسير فيه ويطمئن إلى سلامته و الا يندفع أو يتسرع فى اختيار الجماعة التى يعمل معها لتحقيق مبادىء الإسلام إذ ليس له غير عمر واحد ونفس واحدة فلا يخاطر بهما ولكن يسترشد ويستوثق ويبذل الوقت والجهد فى التبين، والاطمئنان أفضل من أن يختار طريقا غير سوى ويندفع فيه من غير تبين.


و مما يجدر الإشارة إليه فى هذا المجال أنه لتحقيق مطالب الإسلام وإقامة الدولة الإسلامية يلزم أن ننهج طريق رسول لله صلى الله عليه و سلم فى إقامة الدولة الإسلامية الأولى حيث أرسى العقيدة فى نفوس المؤمنين ورباهم فى دار الأرقم على مائدة القرآن وفى مدرسته عليه الصلاة والسلام،

فتخرج من هذه المدرسة رجال عقيدة استحوذت عليهم العقيدة وملئت عليهم مشاعرهم و وجدانهم وصارت هى كل شىء فى حياتهم، يسخرون لها كل ما يملكون من وقت وجهد وصحة وفكر ومال و نفس، يثبتون عليها ويتحملون فى سبيلها كل إيذاء و عنت ولا يتخلون عنها، ينشرونها ويدافعون عنها و يجاهدون في سبيلها بأموالهم وأنفسهم،

فكان هؤلاء هم الدعائم القوية فى أساس الدولة الإسلامية الأولى، ثم آخى بينهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ونظمهم وأخذ عليهم العهود رالمواثيق ليدافعوا عن هذا الدين بكل ما يملكون. فتحقق على أيديهم النصر والتمكين بفضل الله.


وبهذا حقق رسول الله صلى الله عليه و سلم قوة العقيدة ثم قوة الوحدة ثم قوة الساعد والسلاح، إذ عندما تتكون القاعدة المؤمنة الصلبة المتماسكة تستطيع أن تواجه أعداء الله و ترد الاعتداء عليها بالقوة (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن لله على نصرهم لقدير) أما قبل تكوين القاعدة ولما كان المسلمون قلة كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يوصى المؤمنين بالصبر على ألاذى والثبات على الحق الذى آمنوا به مع الاستمرار فى تبليغ الدعوة إلى غيرهم، و لم يطلب منهم أن يواجهوا الباطل بالقوة.


إذن فالجماعة التى تسير على نفس الطريق هى الجديرة بالعمل معها أما أى جماعة لاتقدم جانب التربية والإعداد على الوحدة والترابط وعلى استعمال القوة فهى جماعة تقامر بعملها هذا وتضر بالعمل الإسلامى. فمحاولة الوصول للحكم بطريق القوة دون التربية والوحدة أو بطريقة الأحزاب السياسية دون التربية مخاطرة بل إجهاض للعمل الإسلامى قبل أن ينمو نموا طبيعيا على قاعدة صلبة و لا يتحقق له استقرار ولا استمرار.


إذ الأبد من قاعدة صلبة ترتضى هذا الحكم الإسلامى وتحميه وتدافع عنه ولا تسمح لغيره أن يستقر عليها. وهكذا فالبناء يبدأ من الأساس وليس من القمة وكلما كان البناء ضخمآ كلما احتاج إلى أساس عريض وعميق والبناء المنشود هو دولة إسلامية عالمية لأن دعوتنا عالمية وأعداؤنا عالميون كذلك.

والزمن فى هذا المجال يقاس بعمر الدعوات والأمم وليس بعمر الأفراد.


وبفضل الله نجد أن الإمام الشهيد حسن البنا قد اقتبس هذا الطريق من سيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم واكد ضرورة إعداد الفرد المسلم رجل العقيدة، والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم كقاعدة صلبة تقوم عليها الحكومة فالدولة الإسلامية والخلافة الإسلامية بإذن الله تعالى.


كا يجب أن يوضح للمدعو أن الجماعة الجديرة بالعمل من خلالها يلزم أن تأخذ الإسلام بشموله وتكامله عقيدة وعبادة وخلقآ وتشريعآ وحكمآ وجهادآ، وكل نواحى الحياة، ولا يصح أن تهتم بجوانب وتغفل جوانب أخرى إيثارا للعافية أو لأى سبب آخر.


كما أن الجماعة التى يرجى منها تحقيق الواجب والجديرة بالعمل معها يلزم أن يكون لها الامتداد الأفقى فى العالم لتهيء الأسباب لتكوين القاعدة العريضة للدولة الإسلامية العالمية لا مجرد حكم محلى فى بلد ما.


وكلما كانت الجماعة صاحبة تجربة وخبرة كلما كان ذلك أدعى إلى الثقة فى تحقيق الأهداف وسرعة الإنتاج و حسن استغلال الوقت والجهد و تكون في فهمها وحركتها بعيدة عن التفريط و الإفراط بعيدة عن الانحراف والاجتزاء مطابقة لهدى رسول الله صلى الله عليه و سلم وما كان عليه السلف الصالح.


كما يلزم أن تكون الجماعة منظمة مترابطة تسير بخطة لا أن تكون مفككة أو تتحرك ارتجاليآ دون خطة ولا تنظيم.


كما يجب توضيح خطأ وخطر الفرقة وتوزيع الجهود فى تجمعات صغيرة فالأصل أن من يريد أن يعمل للإسلام أن يضم صوته وجهده للجماعة التى تمثلت فيها الصفات السابقة، ولا يجوز له أن يرفع راية جديدة ولا أن يسير وراء جماعة حديثة التجربة وذلك حتى لايساعد على تشتيت الجهود.

ولا يجوز له مفاصلة هذه الجماعة الكبيرة ذات التجربة إلا إذا وجدها فى مجموعها على فسق أو ضلال.


و هكذا بهذا التوضيح المفصل فى هذه المرحلة يظهر لكل صادق مخلص أن الصفات اللازمة فى الجماعة التى يختارها متوفرة فى جماعة الإخوان المسلمين بفضل الله تعالى وتوفيقه.


صور فواصل........رقيقة جدا................. في منتدى فتكات


توصيات خاصة بالدعوة الفردية


الدأب وأخذ الأمر بجد ومتابعة ومراجعة على فترات للاطمئنان على الاستمرار وعلى حسن الأداء والإنتاج.


الذين يقومون بالدعوة الفردية يحسن توجيههم وترشيدهم حول الأسلوب والمعاني وتسلسلها.


يمكن معاونتهم فى عملهم فى صورة لقاءات لمن يدعونهم يقدم فيها زاد وتوضيح وترسيخ للمعاني.


المراحل السبعة المذكورة يجب أن تتحقق وتستقر فى نفس من يدعو الواحدة تلو الأخرى لأن مخالفة هذا الترتيب قد يكون سببآ فى رفض المدعو لما تدعوه إليه فقد روعى أن كل مرحلة تترتب على أهمية التى قبلها والاقتناع بها، فمثلا إذا دعى لأن يكون فى جماعة دون الاقتناع بالمسئولية العامة التى توجب الجماعة فلن يستجيب و هكذا.



لايصح أن تكون الرغبة فى الوصول بالفرد المدعو إلى المرحلة الأخيرة سببآ فى السرعة والتعجل للوصول دون إتقان واطمئنان كامل لكل مرحلة منعآ للانتكاس إذا تعرض للتشكيك.


يستحسن أن يتم حوار حول المراحل السبعة رما تحتاجه من أدلة أو أسباب تعين على الإقناع بها تيسيرآ لهذه المهمة مع من سيقومون بها.


يلزم مع تزكية طريق الدعوة السليم بكل متطلباته، القيام أيضآ بدحض الشبهات المثارة حول العمل الإسلامى ومتطلباته والقائمين عليه حتى لايكون هناك آثار للتشكيك فى نفسه.


يلزم إبراز الخير الكبير والفوز العظيم الذى يحوزه من يجيب داعى لله. وكذا الخطر العظيم لمن لايستجيبون، ففى أسلوب الترغيب والترهيب عون على تأثر المدعو بما يقال له.


على الداعين إلى الله أن يتعاونوا ويسترشدوا ببعضهم البعض فيما يعترضهم من عقبات وكيف يتخطونها و الإفادة من تجارب بعضهم فى هذا المجال.


يمكن الاستعانة أثناء المراحل بالكتب و الرسائل والمجلات تعطى للمدعوين و يطلب منهم أن يسألوا عما يبهم عليهم فيها لتوضيحه لهم.


بقدر الإخلاص و الدأب و سعة الصدر و الصبر تكون البركة و يكون التوفيق باذن الله.


الدعوة الفردية تتم في كل الظروف و الاحوال بخلاف الدعوة العامة التي تتعرض للتضييق أحيانا.



صور فواصل........رقيقة جدا................. في منتدى فتكات

~®~¶» الـدعـــوة الـفـرديــــة «¶~®~(3)



المرحلة الرابعة:
صور فواصل........رقيقة جدا................. في منتدى فتكات


المرحلة الرابعة: وهى توضيح المعنى الشمولى للعبادة وعدم قصره على الصلاة والصوم والزكاة والحج ولكن يشمل كل مناحى الحياة من طعام وشراب ولباس وعلم وعمل وزواج ورياضة ورعاية للأبناء إلى آخر كل هذه الأمور وذلك بتوفر شرطين وهما النية والمطابقة للشرع بأن نقصد بهذه الأمور الاستعانة بها على طاعة الله وتحقيق مراد لله فى استخلافنا فى الأرض.

 فنتقوى بالطعام والشراب على طاعة الله وعبادته فيتحول الأكل والشرب إلى عبادة ننال عليها ثوابأ، وكذلك نتعلم لنفيد المسلمين ودولة الإسلام فيتحول العلم إلى عبادة وننال ثوابا على كل مانبذله فيه من وقت وجهد ونعمل فى أى تخصص لنفيد المسلمين ودولة الإسلام ولنكسب المال الحلال الذى نقيم به حياتنا وضروراتنا فيتحول العمل إلى عبادة.

 ونتزوج لنعف أنفسنا ونقيم البيت المسلم الدعامة القوية فى بناء الدولة الإسلامية ولننجب الذرية الصالحة التى نتعهدها بالتربية على قواعد الإسلام ليعز الله بها دينه فيتحول هذا الزواج إلى عبادة و التعب فى تربية الأولاد إلى عبادة وننال على ذلك ثوابا من الله. بل ونتريض لنقوي أجسامنا لنستطيع القيام بأعباء الدعوة و الجهاد في سبيل الله فتصير الرياضة عبادة.

و هكذا تصير الدنيا محرابا كبيرا نتعبد فيه الى الله بكل عمل نزاوله فيها بفضل هذه النية الصادقة لله.


و الشرط الثاني: موافقة هذه الأعمال لشرع الله سبحانه و تعالى و تعاليم الاسلام فلا نأكل الا حلالا و لا نشرب الا حلالا و لا نلبس الا حلالا و لا نزاول اي عمل من هذه الاعمال الا بما وافق الشرع حتى تكون عبادة مقبولة، اذ لا يتصور مثلا أن نأكل حراما لنتقوى به على طاعة الله.

هكذا فى هذه المرحلة ينضبط الفرد المسلم فى حياته وحركاته وسكناته مع شرع الله والتعبد إلى الله بكل هذه الأعمال بدلا من قصر مفهوم العبادة على الفرائض الأربعة المعروفة.


صور فواصل........رقيقة جدا................. في منتدى فتكات
 


المرحلة الخامسة:
صور فواصل........رقيقة جدا................. في منتدى فتكات



المرحلة الخامسة: هى التى يوضح فيها للمدعو أن ديننا لايكتفى منا بأن نكون مسلمين فى ذواتنا كأفراد نؤدى العبادات ونتحلى بالأخلاق الحسنة ولا نؤذى أحدا و لا شىء غير ذلك.


بل إن إسلامنا دين جماعى إنه نظام حياة و حكم وتشريع ودولة وجهاد وأمة واحدة. وهذا الفهم الصحيح للاسلام يملي علينا مسئوليات وواجبات عامة علينا أن نؤديها تنفيذآ لأمر الله كى يقوم المجتمع على قواعد الإسلام فى كل نواحيه سياسية أو اقتصادية أو تشريعية أو اجتماعية إلى آخره، ونعلم أيضا أن من واجباتنا نحو هذا الدين أن نعمل على التمكين له فى الأرض (حتى لاتكون فتنة ويكون الدين كله لله) وعلينا تبليغ هذا الدين للناس كافة.


ولا يمكن أن يعيش المسلم إسلاما صحيحآ كاملا منعزلا عن إخوانه المسلمين غير متأثر بما يحدث لهم ما يتعرضون له من ضربات وأحداث وفتن على يد أعداء الله فى أجزاء متفرقة من العالم الإسلامى (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم). وحول هذه المعاني يستمر الحوار مع المدعو حتى يتولد عنده الشعور بالمسئولية العامة نحو الإسلام والمسلمين ويخرج من عزلته.

 وبعد ذلك يوضح له ما تمليه هذه المرحلة التى تعيشها الدعوة الإسلامية على المسلمين من واجب العمل على إقامة الدولة الإسلامية وإعادة الخلافة الإسلامية بعد أن كاد لها أعداء الله وأسقطوها و وجوب توضيح مايتعرض له العالم الإسلامى من تمزق وخلافات وضربات من أعداء الله وفتنة للمسلمين عن عقيدتهم وتخريب للمساجد،وهتك للأعراض ونهب للأموال و اغتصاب لأرض المسلمين وتنشئة الأجيال على غير الإسلام كل ذلك بسبب عدم وجود دولة الإسلام التى تردع أعداء الله وتمنعهم من هذه الاعتداءات والتى تجمع المسلمين وتوحد كلمتهم وتقيم شرع الله فيهم.


ويجب توضيح أن مسئولية إقامة الدولة الإسلامية ليست قاصرة على الحكام أو العلماء ولكنها مسئولية كل مسلم ومسلمة موجودين فى هذه الفترة من عمر الدعوة الإسلامية وأن المسلمين جميعآ آثمون إن لم يعملوا على إقامة الدولة الاسلامية.


وهكذا يستمر الحوار حول إيقاظ الشعور بهذه المسئولية بصورة تدفعه إلى التفكير الجاد الى كيفية أدائها والقيام بمتطلباتها.



صور فواصل........رقيقة جدا................. في منتدى فتكات


يتبع :)

~®~¶» الـدعـــوة الـفـرديــــة «¶~®~(2)


المرحلة الأولى:
صور فواصل........رقيقة جدا................. في منتدى فتكات

ولنبدأ بالمرحلة الأولى فى الدعوة الفردية: وهى إيجاد صلة وتعارف بمن تريد دعوته وإشعاره عمليا باهتمامك به والسؤال عنه إذا غاب، وغير ذلك دون الحديث فى أى أمر من أمور الدعوة حتى ينفتح قلبه ويتهيأ لاستيعاب مايقال له ليستفيد منه.


وبقدر ماتنال هذه المرحلة من اهتمام وعاطفة بقدر مايتجاوب المدعو ويستجيب إلى مايدعي إليه. و أى حديث معه قبل ذلك ربما يكون سببا في نفوره و صدوده. ويمكن أن تستغرق هذه المرحلة بعض الأسابيع.


صور فواصل........رقيقة جدا................. في منتدى فتكات
  




المرحلة الثانية:
صور فواصل........رقيقة جدا................. في منتدى فتكات


المرحلة الثانية: وهى إيقاظ الإيمان المخدر فى نفس المدعو، ولا يكون الحديث حول قضية الإيمان مباشرا و لكن الأفضل أن يأتي طبيعيا وكأنه دون قصد، بانتهاز فرصة رؤية طائر أو نبتة أو حشرة أو أي مخلوق من خلق الله ويتحدث معه عن قدرة لله وإبداعه وعظمته فى هذا الخلق ويوضح مثلا كيف ينبت هذا النبات من طين و ماء و يختلف بعضه عن بعض فى الساق و الأوراق و الأزهار والثمار و الألوان و الرائحة و الطعم وهى تسقى بماء واحد ومن طين واحدة (صنع الله الذى أتقن كل شىء) (هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه) وهل يستطيع العلماء مع ماوصلوا إليه من علم أن يصنعوا حبة قمح مثلا فى معاملهم بحيث لو وضعوها فى الأرض ورويت بالماء أن تنبت عودا من القمح؟

 إنهم لن يستطيعوا لأن سر الإنبات فى الحبة التى خلقها الله من اختصاص الله وحده، ولا يستطيع بشر أن يودعه في حبة صناعية. كما أن أهل الأرض جميعا لو اجتمعوا ليخلقوا ذبابة ما استطاعوا، فالخلق والحياة من اختصاص الله وحدد.


و هكذا بمثل هذا الحوار و تكراره و التفكرفي خلق الله سيثمر بإذن الله تنزيها وتعظيما و تقديسا لله سبحانه.


مصداقا لقول الله تعالى: (ويتفكرون فى خلق السماوات والأرض ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) فالآية تؤكد أن ثمرة التفكير تنزيه وتعظيم الله ويدفع هذا إلى تذكر اليوم الآخر وما فيه من جزاء يدفع المؤمن إق دعاء الله بأن يقيه عذاب النار.

و هكذا باستيقاظ الإيمان بالله و وحدانيته وصفات القدرة والكمال يبدأ القلب يحيا بمعرفة الله ويستيقظ من غفلته و يتهيأ لاستكمال قضية الإيمان باليوم الآخر و ما فيه من بعث وحساب جزاء وكذا التعرف على المهمة التى خلقنا الله من أجلها فى هذه الحياة الدنيا وهى عبادة الله ولا يتصور لهذا الخالق العظيم أن يخلقنا عبثآ.

ولعله من المفيد توضيح قضية تكريم الله لبنى آدم بسبب النفخة من روح الله التى أهملها كثر من الناس وعاشوا جانب الطين فقط و مطالب الجسد و أن العقيدة السليمة لازمة لهذه الروح وفيها سعادة الدنيا و الآخرة.


و هكذا يستمر الحوار حول قضايا الإيمان وعندما تستيقظ هذه القضايا سيبدأ الفرد فى مراجعة نفسه ويشعر أنه لو بقى على حاله من الإهمال والتقصير والغفلة وإقباله على معصية الله و عدم طاعته فإنه سيتعرض إلى عذاب الله يوم القيامة ولا مفر ولا منقذ له.

 وحينئذ يسلس قياده ويسهل توجيهه إلى مايدعى إليه من التزام تعاليم الإسلام.


صور فواصل........رقيقة جدا................. في منتدى فتكات




المرحلة الثالثة:
صور فواصل........رقيقة جدا................. في منتدى فتكات


وعندئذ تبدأ المرحلة الثالثة: وهى معاونته فى تدارك حاله بالتعرف على طاعة لله والعبادات المفروضة وممارستها والانتظام فيها والأبتعاد عن المعاصى والتحلى بالأخلاق الإسلامية.


ويفضل تزويده بما يقرؤه من الكتب الميسرة فى العقيدة والعبادة والأخلاق كما يدعى إلى حضور بعض الدروس والمواعظ ويتعرف على أهل الخير والصلاح ويصرف عن أهل السوء، وهكذا يهيأ له المناخ الذي يساعده على استكمال شخصيته الاسلامية.

ويلزم الصبر ومتابعته حتى ترسخ قدمه فى هذا الطريق ولا يترك مدة طويلة دون تعهد ومعاونة كى يواصل السير فى الطريق و يتجنب عوامل الفتور أو الكسل أو التفريط، وقد يستغرق ذلك عدة أسابيع أو بعض الآشهر حتى تستقر شخصيته الإسلامية دون اهتزاز.


وهنا نقول ان هناك نوعيات كثيرة موجودة فعلا على هذه الصورة ويمكن البدء بها فى المرحلة الرابعة التالية ولكن بعد تحقيق المرحلة الأولى وهى إيجاد صلة وعلاقة طيبة تهيء لمواصلة الحوار والقيام بواجب الدعوة.



صور فواصل........رقيقة جدا................. في منتدى فتكات




يتبع :)

~®~¶» الـدعـــوة الـفـرديــــة «¶~®~


صورة  بسملة فواصل للمواضيع تزيين مواضيع منتديات متحركة



الدعوة إلى الله

صور فواصل........رقيقة جدا................. في منتدى فتكات




الدعوة إلى الله واجب كل مسلم ومسلمة فى كل زمان وفى زماننا هذا أوجب لما تتعرض له الأمة الإسلامية من هجمات شرسة من أعداء الله بقصد سلب جوهر الدعوة الإسلامية من نفوس المسلمين.
الدعوة إلى الله شرف عظيم لصاحبها (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحآ وقال إننى من المسلمين).


الدعوة إلى الله ثوابها كبير وعظيم، وحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرر ذلك: (لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس).

الدعوة إلى الله وإلى الطريق الصحيح من ألزم الأمور وسط هذا الخليط من الرايات والتيارات والتجهيل والتشكيك والتغريب والانحراف.


الدعوة إلى الله مرحلة هامة من مراحل العمل الاسلامى الجاد وهى مرحلة التعريف التى تسبق التكوين والتربية وهناك دعوة عامة فى المحاضرات والدروس ووسائل الإعلام كالكتاب والصحيفة والمجلة والشريط، وهناك الدعوة الفردية أيضا وهى لاتقل أهمية وهى التى سنخصها هنا ببعض التفصيل.
وسنجمل الكتابة فى أمرين: الأول يتصا بالمعاني والأسلوب والتدرج على هيئة مراحل. والثاني حول مميزات الدعوة الفردية وخصائص الداعى الذى يقوم بها.



صور فواصل........رقيقة جدا................. في منتدى فتكات




أولا حول الأسلوب والمراحل


يلزم أن نعلم الواقع الذى عليه من ندعوهم إلى الله من المسلمين- فنحن نحصر هنا الحديث على دعوة المسلمين إلى الله ليس غير المسلمين- لأن المطلوب هو أن ننتقل بهم من الواقع الذى يعيشونه وما فيه من قصور فى فهم أو فتور في عمل أو تطرف أو غير ذلك إلى فهم الإسلام فهما كاملا سليما شاملا نقيا كما جاء به رسول الله صلى الله عليه و سلم وإلى معرفة متطلبات هذا الإسلام كاملة ثم كيفية تحقيق هذه المتطلبات على الوجه الأكمل الصحيح.


وبشىء من الدراسة والتحليل لمجتمعاتنا نجد أن ضعف الإيمان أو الإيمان المخدر فى النفوس مع عدم المعرفة السليمة لحقيقة هذا الدين والغزو الفكرى أيضا كل ذلك وراء هذه الحال التى عليها الكثرة من المسلمين و التي يسرت لأعداء الله تسخير بعض المسلمين لمحاربة الدين من حيث يشعرون أو لايشعرون.



ولا ينتظر وعى وحركة و عمل وإنتاج للاسلام من أمثال هؤلاء إلا إذا استيقظ الإيمان أولا في نفوسهم فيدفعهم إلى المعرفة والحركة والعمل و الرقى بالنفس فى مدارج العاملين الصالحين.


ولعله من المفيد أن ننبه إلى أن التزام الترتيب فى المدارج لازم وهام حتى لايؤدى عدم الترتيب إلى انتكاسة أو قعود، وسنبدأ الدعوة مع شخصر غافل لاه ونتدرج به مرحلة مرحلة من باب توضيح كيفية البدء مع مثل هذا الصنف، وفى الحقيقة هناك أفراد أفضل حالا و أقرب استجابة والأولى أن نبدأ به أولا اقتصادا فى الوقت والجهد.


إن كثيرا من المسلمين الذين شغلتهم الدنيا و ألهتهم عن عبادة الله وطاعته أشبه ما يكونون بقوم نائمين مستغرقين فى النوم، وهناك نار تقترب منهم وستلتهمهم إذا بقوا على حالهم.


ويوجد وسط النائمين بعض المستيقظين الذين يشهدون هذا المنظر ولا يملكون دفع هذه النار عن النائمين. فالواجب يملى عليهم أن يوقظوا النائمين ليتدارك كل واحد منهم حاله ويبتعد عن هذه النار، وأى محاولة لتحذيرهم من النار قبل ايقاظهم لاجدوى منها ولن يستجيبوا لأنهم نائمون لايسمعون هذا التحذير، فلابد من الإيقاظ أولا، ثم التحذير.


ولكن كثيرا ما يحدث عند إيقاظ نائم أن يطلب ممن يوقظه أن يتركه يسترسل فى نومه لأنه مستمع بالنوم ولا يريد أن يقلقه أحد.

 إنه يطلب ذلك وهو لازال نائما ولم يستيقظ لأنه لو استيقظ فعلا ورأى النار لسارع بالفرار منها، وإذا قال أنه قد استيقظ لايطمأن إلى هذا القول الا إذا اقترن بالحركة و الابتعاد، هكذا يكون حال الداعى إلى لله تعالى مع من يدعوهم إلى لله، فعليه أن يصبر على دعوتهم ويتحمل ماقد يصدر منهم نحوه من إساءة أو أذى ويحتسب ذلك عند لله مقتديا فى ذلك برسولنا الحبيب صلى الله عليه و سلم الأسوة الحسنة، فقد كان يدعو ويتعرض للأذى ويصبر ويستمر فى الدعوة ويقول: (رب اهد قومى فإنهم لا يعلمون).


وفى هذا المعنى كان الإمام البنا يقول للاخوان المسلمين: كونوا مع الناس كالشجر يرمونه بالحجر ويرميهم بالثمر.




صور فواصل........رقيقة جدا................. في منتدى فتكات





يتبع :)

25‏/07‏/2010

أيــن حـســن ؟ !!~


أين حسن ؟

زار الرئيس المؤتمن بعض ولايات الوطن . .

وحين زار حينا . . قال لنا :
هاتوا شكواكم بصدق في العلن . .
ولا تخافوا أحدا . . فقد مضى ذاك الزمن . .

فقال صاحبي حسن :

يا سيدي . . أين الرغيف واللبن ؟
واين تأمين السكن ؟
وأين توفير المهن ؟
وأين من يوفر الدواء للفقير دونما ثمن ؟

يا سيدي . . لم نر من ذاك شيئا أبد  . .

قال الرئيس في حزن :
أحرق ربي جسدي . .
أكل هذا حاصل في بلدي !
شكرا على صدقك في تنبيهنا يا ولدي . .
سوف ترى الخير غدا !

وبعد عام زارنا ومرة ثانية قال لنا :

هاتوا شكواكم بصدق في العلن . .
ولا تخافوا أحدا . . فقد مضى ذاك الزمن . .

لم يشتك الناس . . فقمت معلنا : . أين الرغيف واللبن ؟

وأين تامين السكن ؟
وأين توفير المهن ؟
وأين من يوفر الدواء للفقير دونما ثمن ؟

معذرة يا سيدي : وأين صاحبي حسن

لا تحسبوا أن هذا الشعر يفهمني



لا تحسبوا رقصي بينكم طربا *** فالطير يرقص مذبوحا من الألم

يا ويح أهلي أبلى بين أعينهم *** على الفراش ولا يدرون ما دائي

تموت النفوس بأوصابها *** ولم تدر عوادها ما بها

وما أنصفت مهجة تشتكي *** آذاها إلى غير أحبابها

****

سيل الكآبة موصول بأوردتي ** وأنهر الحزن تجري في شراييني

قد صرت كتلة آلام تمزقني ** في مصلب الجرح بين الحين والحين

لا تحسبوا أن هذا الشعر يفهمني ** بل صار ينقل رسما دون تلوين

فهل تجمع في روحي وفي جسدي ** آلام عيسى ويعقوب وذا النون؟

***

فلو كان سهما واحدا لاتقيته ** ولكنه سهم وثان وثالث

**

رماني الدهر بالأرزاء حتى ** فؤادي في غشاء من نبال

فكنت اذا أصابتني سهام ** تكسرت النصال على النصال

****

لان أمسيت في ثوبي عديم ** لقد بلي على حر كريم

فلا يغررك أن أبصرت حالا ** مغيرة على الحال القديم

فلي نفس ستتلف أو سترقى ** لعمرك بي إلى أمر جسيم

****

لولا الحوادث قد حططن رحالا ** بحماي كنت الشاعر المفضالا

وسموت في طلب الكمال مبرزا ** وتركت خلفي في الحضيض رجالا

23‏/07‏/2010

[♥] سَأحْبِسُهَا .. ~[♥]






لَم يَعُد في الصَّدْرِ مُتّسع لِتلك الآهَات ...

أرَاد قَلبي أن يَصرُخ بِها .. يُطْلِقُهَا مُدَوّيةً فِي الآفاق ...

إلا أنّنِي مَازِلتُ أُصِرّ عَلى كِتْمَانِ ما بِهَذَا القَلبِ مِن أَنَّات ...

يَجِب عَلَيْهَا ألا تَخْرُجَ أبَداً ...

لا أُرِيد أنْ يَرَاهَا أَحَد .. وَلا أَن يَسْمَعَهَا أحَد ...

تِلْكَ آهَاتِي أنَا .. أنَّاتِي وَ عَبَرَاتُ قَلبِي أنِا ...

مِلكِي وَخَاصَّتِي ...

تُؤلِمُنِي .. إلا أنَّها غَيْضٌ مِن فَيْضِ مَشَاعِرِي ...

أَقْسُو عَليْهَا ... أَحْبِسُهَا ... وَ أقْتُلُهَا بَعْضَ الأَحْيَان ...

لَكِنّهَا تَظَلُّ آهَاتُ قَلْبِي الّتِي أَحْمِلُهَا بَيْنَ أَضْلُعِي ...

وَعَبَرَاتِه الحارَّة الّتِي تَنْهَمِرُ مُحَاوِلَةً إطْفَاءَ نِيرَانِه ...

فَأجِدُهَا بَدلاً مِن ذَلك نَاراً تَزدَاد عَلى نِيرَانِه ...

سَأحْبِسُكِ عَبَراتِي .. نَعَم سَأحْبِسُك ...

لأنّكِ غَالِيَة .. وَلَيسَ لأيِّهِم أنْ يَرَاكِ ...

وَصَبْرَاً يَا قَلْبِيَ المِسْكِينُ صَبْرَاً ..


فَمَهْمَا طاَلَت الكَلِمَاتُ وَطَالَت ... فَهُنَاكَ آهَاتٌ لا تَصِفُهَا الكَلِمَات ...

لِذَا سَأحْتَفِظُ بِتِلكَ العَبَرَات .. وَأحْبِسُهَا ...

فَإِن صَمَدَت .. عَاشَت .. وإلا ..

فَلْيَمُت مِنْهَا مَن يَمُت ...

وَبَدَلاً مِن ذَلِكَ النَّحِيبْ ... سَأَخْتَارُ السُّكُوت ...

.........



04‏/07‏/2010

.•°« დحـكــم بالإعــــدامდ »°•.


ترتسم البسمات أحياناً على شفاهنا رغماً عنا ...

بسماتٌ وضحكاتٌ نطلقها ربما مجاملة أو للتخفيف عن الأحباب ..

وبالقلب مابالقلب من أنات وآهات ..

نصرخ فنكتم صرخاتنا ..

حتى لا نسمعهم إياها ..

نتألم فنخفي ذلك الألم ..

حتى لا يحزنهم ذلك الألم ..

نخفي عنهم كي لا نثقلهم بهمومنا ..

إلا أنه في بعض الأحيان ..يفلت منا زمام الأمور .. ولا نستطيع السيطرة على أنفسنا ..

حينما تعلوا الصرخات .. وتتوالى الأنّات .. وتزداد الآلام ..

ينطق اللسان بما يدور في خلجات الفؤاد ..

وتستغيث النفس بمن تحب .. دون أي تدخل منّا ..

يقف العقل حائراً تائهاً ..

لا يدري .. أيكتم ذلك اللسان ؟ .. أم يقطع تلك اليد التي تكتب لتصف ..

فتنهار الدموع وتنسكب .. حارة مريرة .. تأبى إلا أن تصف حرقة بالأعماق شديدة ..

فيحكم العقل بأنه لا حل إلا إعدام ذلك القلب

فهو مصدر تلك الضجة .. ومنبع تلك الأنّات ..

تُرى متى سيتم تنفيذ الحكم ؟ وعلى يدِ من سيكون ؟!! ~

لا أدري ...