08‏/02‏/2011

بهدوء ...

بهدوء ...

حوار مع صديقي : ( لماذا لا بد أن (يتنحنح) الرئيس مبارك الآن ؟ ) لا يختلف شخصان على أن التاريخ في مصر تغير بعد يوم 25 يناير

وخاصة بعد جمعة الغضب 28 يناير

وكانت محصلة هذه الأيام خروج معظم الشعب المصري المقهور بكل طوائفه

في ثوره عارمة على الظلم والاستبداد والقهر المُمنهج ( ورحم الله محمد بوعزيزى) .

ثم عطف الرئيس مبارك على الشعب الثائر وتنازل وتحدث له

بخطاب قصير جداً يوم الثلاثاء 1 فبراير.

وكان خطاباً برغم قصره إلا أنه ألهب العاطفة في نفسي

خاصة عندما ذكًرنا بأنه صاحب الضربة الجوية

وإشارته إلى إصلاح المادة 76 و77 (الخاصتين بالترشح لرئاسة الجمهورية)

وأنه يريد أن يموت بمصر.

لا أخفى أنى تأثرت ملياً ، وأخذت أفكر في أحداث الثلاثين عاماً الماضية

(عدد سنوات حكم الرئيس)

ثم خلدت للنوم .

وفى الصباح الباكر ذهبت إلى عملي ، وفى الطريق قابلت صديقي .

[ وهنــا بدأ الحوار الهادئ ]

- وما لبث أن وقعت عين صديقي علىّ وقبل السلام علىّ .. زجرني قائلاً : أظن معدش عندك كلام تقوله بعد خطاب الريس.

- وأكمل قائلاً بحماس وتأثر شديد : الراجل قال لن أترشح للرئاسة ثانيه ودعا لتعديل الدستور وإصلاح الفساد ويريد أنه يموت فى بلده .

- فقلت له بهدوء : معك حق يا صديقي العزيز ، ولا أخفيك سراً أنى تعاطفت وتأثرت أيضاً .. لكـــــــــــــــن.

- فقال سريعاً : فيه إيه تانى ؟

- قلت لـه : بعد تأثري بخطاب الرئيس بكيت ، ثم تذكرت :

· الـ1500 إنسان الذين غرقوا في البحر الأحمر بالعبًارة (سالم اكسبريس) وعدم محاسبه صاحبها ممدوح إسماعيل بكيت.

· وعندما تذكرت الـ ١٠٠ألف مصري الذين ينضمون إلي مرضي السرطان سنوياً ( طبقاً للتقرير الدكتور حسين خالد عميد المعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة بتاريخ ١٤/٦/٢٠٠٧وكيف لم يحاسب الرئيس يوسف والى (وزير السرطان) إلى الأن بكيت.

· وعندما تذكرت القطارات التي تُحرق بمن فيها بسبب الإهمال بكيت .

· وعندما تذكرت الشباب الذين يُلقون حتفهم غرقاً فى مركب صغير بالبحر المتوسط للبحث عن لقمه العيش ومستقبل ضائع بكيت .

· وتذكرت حجم الفساد المتغلغل في بلدنا في كل الوزارات بكيت.

· وووو حتى انتهت دموعي ، فرحمت نفسي بعدم التذكر .

- واستطردت قائلاً : يا صديق أسمح لي أن أقول لك أن هذا الخطاب ، هو أخبث خطاب سمعته في حياتي .

- فرد قائلاً: كيف ؟

- قلت : يا صديقي إن هذا الخطاب الخبيث استغل عاطفة الشعب المصري ، فنسى بعض المصريون بعاطفتهم الجياشة ثلاثون سنه فساد أمام خمسه دقائق خطاب.

- فرد قائلاً : طيب .. بما انه لا يستحق هذه العاطفة ، أليس من الأحرى أن نتركه يكمل فترة رئاسته وترك ميدان التحرير لتعود الحياة ويحل الأمن والأمان بالبلد خاصة بعد الإصلاحات العملية بمحاسبه الفاسدين وعلى رأسهم أحمد عز وإقالة الحكومة والتنويه بتعديل المادتين 76 و77 ؟

[ وهنــا بدأ عنوان الموضوع ]

- قلت له : يا صديقي العزيز إن ما تم من إصلاحات هي تعتبر نسبيه ولا تحقق التغير الحقيقي المنشود ، فنحن نريد تغير جذري للحكومة ، وبالنسبة للفوضى هو أول من يُسأل عنها ووزير الداخلية بعد أمرهم للضباط بترك أماكنهم وفتح السجون لإشاعة الفوضى وترسيخ ثقافة الخوف بنا لنقدر دور الشرطة حتى ولو أهانونا ، يا صديقي إن المصريون حرقوا معظم أقسام الشرطة لأن معظمهم لهم ذكريات بداخلها ، والآن أسرد لك أهم ما طرحته لماذا الإصرار على تنحيته عن الحكم الآن ؟

أولاً : تعلم يا صديقي أن انتخابات الرئاسة القادمة ستكون في سبتمبر القادم إن شاء الله ، أي بعد سبعه أشهر من الآن .والكل يتفق عل أننا نريد رئيساً موظفاً خادم للشعب ونحاسبه ، لا رئيساً يعاملنا كأب يحاسب أولاده ولا يحاسبونه. وأذكرك جيداً أن الدستور تم تعديله وتفصيله على أيدي ترزية القوانين بإعطاء الرئيس صلاحيات ( نصف إلـه ) وبما يضمن عدم توافق شروط الرئاسة إلا على رئيس الحزب الوطني.

كيف؟

بداية أسرد لك ملخص المادة التعجيزية (76): ( يلزم لقبول الترشيح لرئاسة الجمهورية أن يؤيد المتقدم للترشيح مائتان وخمسون عضواً على الأقل من الأعضاء المنتخبين بمجلسي الشعب والشورى والمجالس الشعبية المحلية للمحافظات، على ألا يقل عدد المؤيدين عن خمسة وستين من أعضاء مجلس الشعب، وخمسة وعشرين من أعضاء مجلس الشورى، وعشرة أعضاء من كل مجلس شعبي محلى للمحافظة من أربع عشرة محافظة على الأقل ) .

- قلت: أظن أنت معي الآن بأنه وُضع كما يقول (الفقيه القانوني د_ماهر أبوالعنين نائب رئيس مجلس الدولة) بطريقة تجعل انطباقها لا يكون إلا على مرشح الحزب اللاوطنى فقط. ويتضح بما مضى أيضاً أن الرئيس يضحك علينا كعادته ، ومازال يترسخ في ذهنه أن الشعب المصرى أغلبيته جهلاء ومستغلاً عاطفته.

ثانياً : المادة (77) تنص على أن (الترشح لمنصب رئيس الجمهورية ليس مقيد بزمن) . وهنا سنجد أنفسنا في انتخابات الرئاسة القادمة عند نقطه ما قبل 25 يناير ، بمعنى أوضح أننا سنجد الرئيس من الحزب اللاوطنى لأنه الوحيد المستوفى الشروط .

- فقال صديقي : إذا لا بد من تعديل الدستور .

- قلت لـه : هذه معضلة أخرى كسابقتها ، لأن المادة (198) الخاصة بتعديل الدستور ، لا تعطى سلطه التعديل إلا لرئيس الجمهورية ومجلس الشعب بشرط ضرورة موافقة ثلثي المجلس .وهنا يضحك علينا مبارك بتعديل المادتين 76 و77 ، لأن الحكم والخصم واحد ، بمعنى أوضح أن المجلس زوُرَ عن بكره أبيه ونسبة الحزب اللاوطنى به أكثر من 95% به . وهنا إذا تم تعديل الدستور سيعدل بتحسينات وتعجيزات أخرى .

- وهنا قفز صديق وقال : الآن فهمت لماذا زورَ أحمد عز المجلس ، لكي يضمن أغلبية يدخل بها جمال مبارك توريث الرئاسة بالقانون وبدون أدنى جهد.

- وهنا قلت له : فتح الله عليك.

- ثم سألني قائلاً : وما الحل إذا مع هذا الخبث اللعين ؟

- فقلت لـه باسماً...: لا بد أن يتنحنح ) وهذا بحلاف على(

- فقال : وإن لم يتنحنح .

- قلت له : إن لم يتنحى هناك حلاً آخر ، وهو العمل بالمادة (139) التي تنص على ( إمكانية تفويض الرئيس لنائبه في سلطته في اقتراح التعديلات). وهنا يا صديقي يتضح جلياُ لنا جميعاً أن الرئيس يخدعنا ويكمل أفلامه الباهتة ، ويضع كبريائه في كفه ومصلحه 85 مليون مصرى فى كفه ، بعدم أخذه بالحلول الماضية وهى التنحي أو التفويض لنائبة لكي يضمن التحكم في الرئيس القادم . وحسبنا الله ونعم الوكيل.

- وهنا قال صديق :

أنا ذاهب لميدان الشهداء (التحرير سابقاً)

ولن أتركه أبداً حتى يتنحى الرئيس.

روابط مفيدة :

دستور جمهورية مصر العربية

http://constitution.sis.gov.eg/ar/html/textcons1.htm

مقال الأستاذ الصحفى المحترم بلال فضل نقلاً عن شاهد عيان بالتحرير ليرد على التلفزيون المصرى الكاذب والمضل عن شباب الثورة وحقيقتهم

http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=286645&IssueID=2033

مقال عودة العنقاء بقلم د. سحر الموجى للرد على الاعلام المصرى فاقد المصداقيه

http://www.almasry-alyoum.कॉम/article2.aspx?ArticleID=286713

------- كل الشكر لمن ساهم في المقال
  • الأخ الفاضل من نقل لنا الحوار وفحواه
  • ووالدي الغالي من قام بمراجعة نصه وصياغته

0 التعليقات:

إرسال تعليق