12‏/01‏/2010

لا للجدار ... لا للحصار





 


نحن معهم نحن منهم 


نحن أنتم بكم ولكـــــــم


نحن أحبابكم مسؤلون عنكم 

أنتم الجنود أنتم الأسود أنتم حماة الحمى طاردوا اليهود


أما نحن فمساكين 


مقهورين من حكام غالبين 
ولكن


غلبتهم لفترة وضعفنا لن يطول وصمتنا لن يدوم


سنقول معناً 


لا لجـــــــــدار العــــــــــار .. لا لتجويــــع الأحـــــــــرار


فلنصوت جميعاً ضد هذا الجدار لتكون لنا عذراً أمام العزيز الجبار 


لا للجدار ... لا للحصار


 


رسالة المـرشــــد العــام للإخـــوان المسلمـــين












واليوم نرى العراق محطمًا مدمرًا، تسوده أجواء الحرب الأهلية والفتنة الطائفية تحت الاحتلال الأمريكي، وسوريا ولبنان تعيش أزمات ما كاد تنتهي واحدةٌ حتى تندلع أخرى، والعدو الصهيوني يعمل على إنهاء حالة المقاومة في لبنان، والسودان لا يكاد يصل إلى حل لحرب الجنوب التي استمرت عشرين سنة فإذا بأزمة دارفور تندلع وتصل إلى مشارف التدويل وتنفجر المشكلات في الشرق الأوسط والجنوب حتى في الشمال، والصومال أصبح ممزقًا تسيل دماء أبنائه كل نهار، وعلى الحدود العربية وفى المحيط الإسلامي نجد أفغانستان تحت الاحتلال وتقتل القوات الأمريكية وحلفاؤها يوميًّا عشرات المدنيين، وباكستان تدفع ثمن رضوخها للأوامر الأمريكية من دم أبنائها كل يوم، ويتمُّ تدمير أقاليم كاملة كـ(سوات) ووزيرستان، وإيران تعيش تحت الحصار والتهديد بحرب يشنها عليها العدو الصهيوني وينتظر فقط الضوء الأخضر من أمريكا وأوربا.


ويقولون للعرب: إن أوباما لديه رؤية جديدة، وهو الذي تراجع أمام إصرار نتانياهو وتبخَّرت كل كلماته المعسولة في الهواء، ويرسل آلاف الجنود إلى أفغانستان، ويتجهز لإرسال المزيد إلى اليمن، ويؤيد الحكام الديكتاتوريين في العالم العربي والإسلامي، ويرعى الفاسدين، وعاد ليعيش تحت وهم خطر الإرهاب من جديد، وتضغط عليه عصابات الحرب والمحافظين الجدد للعودة إلى سياسات سلفه بوش بوضوح، وصدق الله العظيم (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) (الأنفال: 73).

إننا نقول لهؤلاء المنبطحين أمام الجبروت الأمريكي والهيمنة الصهيونية ويخافون غضبة الشعوب وامتداد المقاومة ويخشون التغيير والإصلاح ويحتقرون شعوبهم ويستخفون بعقول الناس.. نقول لهم: لن تخدعونا مرةً أخرى، ولن تستطيعوا تسويق الوهم لنا ولا للشعب الفلسطيني، ونذكِّرهم بقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (آل عمران: 118-119).

نقول للجميع: إن الشريعة الإسلامية وكافة الشرائع السماوية، وإن المواثيق الدولية والاتفاقيات المرعية في جنيف وغيرها، والقرارات الدولية والإقليمية من الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية، بل وكلماتكم أنتم أنفسكم، والشعارات التي أطلقتموها.. كل ذلك يقرر أن ما يحدث في حق قطاع غزة من حصار وتجويع وتدمير، وما يحدث في حق الشعب الفلسطيني كله من حصار وتشريد، وما يحدث في القدس من تخريب وهدم وتهويد وما يحدث تحت المسجد الأقصى من حفريات وتدمير.. كل ذلك جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب تستحق العقاب السريع لكل من يشارك فيها أو يصمت عليها.

إننا نقول للحكام العرب: إن مواقفكم الضعيفة العاجزة تدل على انفصالكم التام عن مصالح شعوبكم وبلادكم، بل تدل على تفريطكم الواضح في أمن بلادكم الوطني والقومي؛ ما يهدد مستقبل المنطقة كلها بمزيد من الحروب وعدم الاستقرار؛ لأن الظلم يولِّد الانفجار، والطغيان يستجلب الغضب، والاحتلال والخضوع يؤدي إلى المقاومة، والقوة لا يمكن مواجهتها إلا بقوة تكافؤها، ونرجو أن يدرك الحكام وتدرك الأنظمة أن موقفها المشرف من القضية هو أكبر داعم لها أمام شعوبها، وأن صبر الشعوب له حدود.


تحيةً لهؤلاء الأبطال الأحرار الذين تحدَّوا الصعوبات، وسافروا لآلاف الأميال، وتعرَّضوا لكل هذا العنَت والظلم، وجمعوا القليل من المساعدات عندما تخلَّى الأثرياء العرب عن واجبهم الشرعي والإنساني، تحيةً لهم وقد فضَّلوا قضاء العطلات أيام الأعياد مع المحاصرين المرابطين الأبطال، وقد ذكَّرنا هؤلاء الأفاضل بما فعله عدد من زعماء قريش لنقض صحيفة المقاطعة التي آذت المسلمين في شعب أبي طالب، فدفعتهم مروءتهم وفطرتهم إلى اتخاذ موقف إنساني كريم أدَّى إلى إنهاء الحصار، ومن باب معرفة الفضل لأهله وشكر الجميل الذي يحضنا عليه الإسلام نقدِّم شكرنا وتقديرنا لهذه الفئة الكريمة.

ونقول للشعوب العربية والإسلامية: لا عذر لكم أمام جهود هؤلاء الذين جاءوا كالأنصار من بعيد، وأنتم أقرب إلى فلسطين وأهل فلسطين، ما الذي يمنعكم من التصدي للظلم ورفع الصوت عاليًا ضد تخاذل الحكام؟ وما الذي يمنعكم من سلوك كل السبل لجمع المزيد من المعونات ليستمر صمود إخوانكم في غزة وفلسطين كل فلسطين، في القدس وأرض 1948 والضفة وحتى في الشتات (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) (الأنفال: من الآية 72).. فالصمت الآن جريمة نكراء، والبخل والشح اليوم مشاركة في قتل الشعب الفلسطيني.